|
وعندما يرحل مسؤول ويحل مكانه مسؤول آخر فإنه يكمل مسيرة الآخر، ويحمل له الكثير من الوفاء كما شأن هذا الوطن، وكما هو نهج قيادة هذا الوطن.
|
وكم شدني موقفا د. حمد المانع، ود. عبدالله الربيعة فقد استقبل الأول زميله الثاني بكل أريحية ومحبة، وعرفه على زملائه ومنسوبي الوزارة، وكان تقدير الثاني لزميله هو الآخر كبيراً فقد ثمن ما قدمه زميله للقطاع الصحي وحمد له جهوده وعطاءاته واعداً أن يكمل ما بدأه، وهذا هو نهج أبناء هذا الوطن في الوفاء والعطاء وإكمال مسيرة البناء.
|
|
إنني لم أستغرب أن يتم ذلك بين الرجلين للشيم التي يحملانها وتعبق بها جوانحهما، فمن توفيق الله لولي الأمر خادم الحرمين الشريفين بعد نظره وحسن اختياره - حفظه الله - إذ هو يدرك أن من يتولى هذا القطاع الإنساني يجمل أن يكون مطبوعاً على الخلق الكريم، والتعامل الحسن، بوصف هذا المسؤول يتعامل مع المرضى، ومنهم - في مثل ظروف مرضهم - أحوج ما يكونون إلى الرحمة والكلمة الطيبة وجميل التعامل.
|
|
والحق أن الرجلين المانع والربيعة - بتوفيق الله - يتمتعان بهذه الشيم، ومن هنا ترك د. حمد المانع سمعة طيبة وحقق إنجازات صحية مشهودة بفضل الله، ثم جاء زميله د. عبدالله الربيعة ليكمل الرسالة ويقدم المزيد.
|
أدعو الله للدكتور حمد المانع بالمزيد من التوفيق ليواصل رسالته في ميدان آخر بعد أن بذل وأعطى واجتهد في هذا المرفق الإنساني، وأن يوفق خلفه د. عبدالله الربيعة للمزيد من المنجزات واستكمال تحسين مستوى الخدمات الصحية جودة واستكمالاً.
|
|
لا تردد عند الفراق وداعاً..!
|
* ليس صحيحاً أن قسوة الفراق لا تكون إلا بين العشاق والمتحابين فقط.. ولعل ما رسّخ هذا الشعور ما دوّنه العشاق والشعراء في أدبيات الفراق وما سكبوه من دموع الوداع في قصائدهم بعد تمتعهم بلذة ماء الوصال، فهذا شاعر يود أن يفارقه طيب الحياة ولا يفارق محبوبته وذلك عاشق يتمنى الموت قبل أن يمر على جسر قلبه يوم الفراق!.
|
الحق أن (الوداع الدنيوي) مؤلم سواء كان المودعون أحباباً أو أقارب أو أصدقاء أو زملاء!.
|
|
وللشاعر الكبير غازي القصيبي موقف فراق مؤثر عندما ودع زملاءه بكلية التجارة بجامعة الرياض مغادراً إلى موقع عمل آخر، ولقد سجل لحظات الفراق المرة بقصيدة أخاذة ختمها بهذين البيتين المؤثرين:
|
لا تردّد عند الفراق وداعاً |
ربما أضمر الزمان اجتماعا |
خبِّئ الجُرح ولوِّح |
بابتسام إذا نشرت الشراعا |
|
لقد عشت هذه التجربة مؤخراً مع زملاء لي في مجلس الشورى في نهاية الدورة الماضية.. أحسست بقسوة الوداع ل(رئيس وزملاء) عشنا معهم وعاشوا معنا تحت (قبة الشورى) سنوات سمان بالمحبة، ثرية بالعطاء, غنية بالعطاء, وطرح الرؤى من أجل هذا الوطن الغالي.. لقد أحسسنا جميعاً بمرارة الوداع، ولم يخفف من مرارة الفراق إلا حلاوة الأمل بتواصل اللقاء.. فضلاً عن أن الفراق كان فراق أجساد فقط، أما (قلوباً ومشاعر) فنحن لم نفترق أبداً.. وسقى الله أيام أولئك (الأحبة) الذين لا يشقى بهم جليسهم، لقد تغيرت مواقعهم ليواصلوا رسالتهم في خدمة دينهم ووطنهم في أحد مفاصل منظومة التنمية في هذا الوطن الأغلى.
|
|
وظلت محبتهم في أروقة قلوبنا وقلوبهم
|
|
* هؤلاء الذين يغشون في البضائع المباعة.
|
هؤلاء الذين يبالغون بالأسعار.
|
هؤلاء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل لتكون عليهم حسرة.. ألا يتذكر هؤلاء.. قول ربهم: { أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ، لِيَوْمٍ عَظِيمٍ} (4 - 5) سورة المطففين.
|
|
* بيتان يفيضان فألاً، ويكتنزان جزالة للشاعر الكبير عبدالله بن خميس:
|
(ومالي لا ألقى زماني بمُغدق |
من الفأل ما استقبلت منه وما مرّا |
فما العيش - لولا الفأل - إلا منغّص |
بجيش هموم كل آونة تترى) |
الرياض 11499 - ص ب 40104 |
فاكس 4565576-01 |
|