Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
لما هو آت
وأخيراً: شاركوهم يا ذوي الشأن
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

في الحقيقة فإن موضوعات الشباب لا تنتهي عند هذا القول، لكننا هنا أثرنا جمود الكامن في صدورهم، وأضأنا على الصامت خلف ألسنتهم، والجميع قد قرأ ممن له مساس اهتمام بهم, ويشكل لديه شأنهم التربوي وتوجيههم العام في المجتمع، والرعاية المسؤولة عنهم وهم فئات الواقفين في الصدارة من سلمة الحياة، ممن قال فيهم رسول الهدى - صلى الله عليه وسلم -: (علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)، وجاء عنهم على لسان خليفته - رضي الله عنه - (إنهم خلقوا لزمن غير زمنكم), وفي هذا من قوليهما ما يبسط حاجة الشباب إلى الاستزادة من علوم الحاجة، ومن معارف المرحلة، بما يمكنهم من الاستعداد لخوض حياتهم بقوة وتفاؤل ومن ثم بنجاح.

** نقف الآن لنتمعن فيما ورد عنهم وعنكم وعنا في عشرة مقالات تتالت هنا، بما يمكننا أن نخلص إلى ما يلي من التوصيات

، فأولها للوالدين دعوتهما إلى ضرورة تخصيص وقت للأبناء وفتح حوار دائم معهم، ومتابعة احتياجاتهم وتسديد عثراتهم وتوجيه انحرافات مسارهم بوعي مشوب بالحب والحزم, ثم مؤسسات المجتمع فالكل منوط به الاهتمام بمراكز التدريب للآباء والأمهات تدريبا لما تمنحه المعارف الحديثة بالأساليب الجيدة في كيفية التعامل مع الأبناء في هذه المرحلة القنطرة بين الطفولة والشباب، وأيضا استقطاب الشباب أنفسهم للتدريب في كل أمر يخصهم ويحتاج الى التدريب, ومن ثم فالأحياء بحاجة إلى المنتديات اجتماعية وصحية ورياضية وترفيهية لهم، يتاح لهم فيها العمل مما يدعو وزارة التربية والتعليم بأجهزتها المختلفة الى إعادة النظر في نظام التعليم ومناهجه وأنشطته ودعاماته لهذه الفئة ليؤهلوا لزمنهم, كما لا يفوت أمر وسائل الإعلام التي يتطلع الآن أن تقوم على تخصيص حيز من برامجها وخططها لرعاية ودعم ثقافة هؤلاء الشباب ونوعية ما تقدمه لهم وسائلها بل أنشطتها في كل مدينة وحي.

ثمة ما يمكن عدم نسيانه وهو المكتبات العامة ومكتبات الأحياء التي يستشرف أن تقدم عند نشأتها الكثير لهم من العلم والعمل والثقافة والنشاط الفكري, ولا ننسى أن جميع مؤسسات المجتمع ليست هي الحكومية الرسمية فقط مما يحملها أعباء إضافية وكثيرة بل إن مؤسسات المجتمع القائمة على رؤوس أموال فردية أو جماعية من أصحاب رؤوس الأموال هي التي يتطلع لأن تنزل الميدان وتشمر خططها وبرامجها وتقيم أعمدتها من أجلهم على أن تنسى مبدأ الربحية وتضع في يقينها المستويات المختلفة في قدرات الناس لدفع رسومها، والمتطلع منها أن تكون مجانية أو تقوم على برامج ذات جدول زمني يتيح للشباب العمل في مقابل الربح، والربحية هنا تكون تدريبا ومعارف وخبرات وثقافة ورياضة وترفيها وتلبية احتياجات.. إلى جانب المقابل المادي الذي يسدد عوزهم, ويوطد ثقتهم في أنفسهم.

إن الخطط المستقبلية لهيكلة النشاطات المجتمعية لابد أن تضع الشباب على رأس قائمتها..

*** أود في النهاية أن أؤكد أننا لن نفي الموضوع حقه وإلا لاستمرت الكتابة فيه لمسافات من الزمن ومساحات من الورق كثيرة... وإن ما قدم هنا غيضا من فيض..

لكن الشكر لا يفي كل الذين واللاتي شاركوا باهتمامهم اليومي عن طرق التعقيب على الموضوعات يومياً في موقع الجزيرة الإلكتروني، ورسائلها الفورية، أو المراسلات الأخرى والاتصالات المباشرة.. وجميعكم قد أثريتموني وأفدتموهم، كما إنني أتطلع لهمة الأعزاء من المسؤولين في جميع مواقعهم وبكل أدوارهم وتحديدا الآباء والأمهات ووزارتي التربية والتعليم والثقافة والإعلام وأمانات المدن..وبقية ذوي العلاقة...

** وأخيرا لعبد العزيز وعمار وسامي وطلال والإخوة العمري تقديري وامتناني للثقة أولا، ولأنكم كنتم الأنموذج الرائع للشباب الواعي، الذين أعدتم لآمالي امتداد السعادة، بوجود نماذج رائعة من البيوت التي خرجتم عن محاضنها بهذا الوعي الكبير والقدرة على التعبير والمعرفة بالحاجات على جلد ومثابرة وحرص. بارك الله فيكم وفي جيلكم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد