Al Jazirah NewsPaper Wednesday  25/02/2009 G Issue 13299
الاربعاء 30 صفر 1430   العدد  13299
أنت
هيئة حقوق الإنسان بين الواقع والمتوقع
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

 

أتيح لي معايشة قيام هيئة حقوق الإنسان السعودية .. ونلت شيئاً من شرف خدمتها .. وهذا جعلني أتابع أخبار الهيئة متابعة المهتم الحريص الذي يأخذ كل أعمالها وما ينشر عنها مأخذاً شخصياً.

منذ التأسيس والهيئة أمام مهمتين رئيسيتين: الأولى داخلية وهي ذات شقين الأول نشر ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع ورفع الوعي بأهميته .. والثاني القيام بدور العين للدولة لمراقبة تطبيق حقوق الإنسان في أجهزتها.

والمهمة الثانية خارجية .. وهي ذات شقين أيضاً الأول الدفاع عن صورة المملكة في الخارج .. والثاني التعامل مع الضغوط الدولية التي تواجهها الدولة بهذا الخصوص.

من هاتين المهمتين الرئيسيتين نعرف داخلياً أنّ حكومتنا الرشيدة تعمل على منع كل ما يؤدي إلى خرق حقوق الإنسان .. وخارجياً علمنا أنّ المملكة تواجه ضغوطاً بهذا الخصوص .. وإذا كان هذا هو اتجاه الحكومة في منع كل ما يخل بحقوق الإنسان داخلياً، فمن أين إذاً تأتينا الضغوط الخارجية؟.. ولماذا؟.. ومن هو المتسبب؟.

ومع التسليم بأهمية هذه الاستفسارات وخطورتها، إلاّ أنّ إجابتها معروفة لدى الهيئة وهي ليست مجال مقال هذا اليوم .. ولكني سوف أركز على الموضوع الرئيسي وهو مدى نجاح الهيئة في إنجاز مهامها على المستوى الداخلي.

فعلى الرغم من أنّ رفع الوعي بثقافة وأهمية حقوق الإنسان هو الشق الأول من مهمة الهيئة في الداخل، إلاّ أنّ الدراسة التي أجرتها هيئة حقوق الإنسان بمكة المكرمة كما قرأت في الصحف، تفيد أنّ (95%) من السعوديين يجهلون ثقافة حقوق الإنسان!.. وهو مؤشر خطير يدل على وجود خلل في مهمة تعريف المجتمع بالهيئة، رغم مرور أربعة أعوام على تأسيسها.

في مقالة سابقة شَبَّهْتُ مهمة تسويق هيئة عالمية الاسم كهيئة حقوق الإنسان، بمهمة تسويق ماركة عالمية مثل كوكاكولا أي أنها مهمة سهلة .. وهي بعكس مهمة تسويق اسم هيئة محلية، حيث تحتاج إلى مجهود شاق .. ومع هذا لو قسنا ما أنجزته هيئة محلية مثل مركز الحوار الوطني، مع ما تحقق لهيئة عالمية الاسم مثل حقوق الإنسان، لوجدنا الفارق الكبير لصالح الأولى .. مع أنه كان يكفي الاطلاع على تجارب الأمم المتقدمة علينا في هذا المجال وتطبيق خططهم .. ففكر حقوق الإنسان له اسمه ومعناه ومفاهيمه .. وله قيمة عالمية معروفة مشاعة متفق عليها .. لذلك فإنّ مهمة تسويق صورة وفكر وأهداف هيئة حقوق الإنسان، مهمة ليست بالعسيرة ويكفيها جهد المقل.

وللحديث بقية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد