Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/02/2009 G Issue 13298
الثلاثاء 29 صفر 1430   العدد  13298
الراحمون يرحمهم الرحمن
عبد الكريم المقرن

 

الرحمة خُلق عظيم، وصفة كمال في النفس البشرية إن وجدت فيها، ومصدر هذه الرحمة من الله أولاً قبل كل شيء، فإنه - سبحانه - إذا أراد بعبده خيراً جبله على خُلق الرحمة، ثم بعد ذلك فإن منشأ الرحمة هو رقة القلب للآخرين، والشعور بآلامهم وضعفهم، فيرق القلب لهم، وحينما نحس بآلام الآخرين، ونرق لهم ونرحمهم، فإن نفوسنا وجوارحنا تحلق في آفاق الخير والهدى والرشاد.

ومن أهم الأمور أن يكون الوالدان جميعاً متصفين بالرحمة، فينعكس ذلك على أولادهما وينغرس فيهم هذا الخلق العظيم. أعرف بعض الأشخاص منّ الله على آبائهم وأمهاتهم بخلق الرحمة، فصار البيت كله يعيش عيشة سعيدة لما يظلله من التراحم والتعاطف، وأثمر ذلك فيهم نجاحاً في الحياة العلمية والعملية، وبعداً عن الاكتئاب.

لي أحد الأصدقاء يعيش جميع أولاده عيشة السعداء بسبب ما شاع في البيت كله من خلق الرحمة، الذي تربى عليه الأولاد، واكتسبوه من والديهم. وكذلك الأمر بالضبط مع أحد جيراني.

لا شك أن خلق الرحمة إذا شاع في الأمة كلها انعكس ذلك إيجاباً على جميع أفراد الأمة، وشاع بينهم التراحم، والتعاطف، والتواد، والتعاون من أجل تخفيف متاعب الحياة وآلامها عن المحتاجين، والمصابين، وأصحاب الحوائج، وحينما يشيع التكامل والتراحم بين أفراد المجتمع فإن هذا يكون من أعظم أسباب تماسكه، وقوته، وقدرته على مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية.

نبينا صلى الله عليه وسلم كان أرحم الناس، حتى قال تعالى فيه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} وقد اتسعت رحمته فشملت حتى الطيور والحيوانات، وقد أوصى الناس بالتراحم والتخلق بالرحمة فقال (ارحموا ترحموا). وفي الختام أخي القارئ ألست معي في أهمية ووجوب الاتصاف بخلق الرحمة، والبعد عن قسوة القلب؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد