Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/02/2009 G Issue 13298
الثلاثاء 29 صفر 1430   العدد  13298
أسعار لا تصدق!
د. يوسف بن عجمي العتيبي

 

كل من أراد الحج منا وذهب يتسوق لحملة حج مناسبة يجد أن الأسعار قد وصلت إلى مستويات غير معقولة أبداً. إضافة إلى ذلك الغلاء، فإن بعض حملات الحج لا تفي بوعودها بتقديم الخدمة المطلوبة، مثل المواصلات داخل المشاعر، وذلك لوجود عوائق إما أن تكون بسبب الزحام أو بسبب القيود الأمنية والتنظيمية التي تفرضها الجهات المختصة، أو بسبب عدم رغبة أصحاب الحملات في التخلي عن النسبة العالية من الأرباح بعدم الدفع للخدمات المطلوبة كما وعدوا. إذاً مقابل القيمة المدفوعة بعض من الخدمات المتفق عليها لربما لم يتحقق لك. عندما نقارن أسعار حجاج الداخل من الرياض، على سبيل المثال، فإنك تجدها لا تقل عن 6000 آلاف ريال للفرد الواحد وذلك لخمسة أيام أو أقل، تبدأ غالباً من 7 ذي الحجة وحتى يوم 12 ذي الحجة، هذا يعني أن التكلفة اليومية للفرد لا تقل عن 1200 ريال، أسألكم بالله لماذا 1200 ريال باليوم؟ أهي قيمة إيجار مكان جلوسك ومنامك الذي لن يتجاوز 2 متر مربع، أم قيمة ثلاث وجبات يومية، أم قيمة تذكرة سياحية واحدة من الرياض إلى جدة، أم قيمة شيخهم الذي يرافق الحملة لأجل الفتوى، أم قيمة شيء آخر لم يخطر ببال أحدنا، هذا هو السعر لمن أراد الحج وجميع الخدمات الموعودة غير مضمونة بما لا يدعو للشك لا كما يدعي أصحاب الحملات عند تسويق أنفسهم. إنك لا تجدهم أبدا يقولون الحقيقة بأنه يوجد بعض العوائق أحيانا في ضمان الخدمة المرجوة.

كثير منا يعرف أن أسعار السياحة الخارجية، وعلى سبيل المثال، إلى أفضل الدول سياحيا في هذه السنوات، كأوروبا أو ماليزيا أو تركيا، فإن من الممكن أن تحصل على أسعار لا تصدق، تشمل تذاكر السفر والسكن في فندق لا يقل عن أربعة نجوم ووجبات يومية ومواصلات من وإلى المطار ولمدة أربعة عشر يوما. في مثالنا هذا، المبلغ يساوي ما تتقاضاه حملات الحجاج مقابل خمسة أيام يقضيها الحاج في المشاعر المقدسة. في هذا المثال السياحي، تصبح التكلفة اليومية لأي فرد من أفراد عائلتك لا تتجاوز بأي حال من الأحوال 300 ريال في اليوم الواحد وخدمة مميزة بمعنى الكلمة ومضمونة. إنني أتكلم من واقع تجربة، ولأكثر من مرة ولأكثر من وجهة.

لا أعلم لماذا أسعار حملات حجاج الداخل عالية بهذا الشكل، أهو جشع منهم، أم هي عملية نهب، أم انه يوجد رسوم قد فرضت عليهم ولم نعلم عنها شيء. إنني عندما ادخل مكتب استقدام للعمالة المنزلية وأجد أن رسوم تأشيرة الاستقدام فقط هي 2000 ريال فإني أقول هذا شيء لا يصدق، ولكن عندما أعيد التفكير مرة أخرى وابحث عن السبب، فإني من الممكن أن استنتج أن هذه هي محاولة من الدولة - أعزها الله - للحد من استقدام العمالة المنزلية وحصرها في أضيق الحالات وهذا لا ضير فيه مادام انه يحقق مصلحة اجتماعية على مستوى الوطن. المعضلة هنا هي لماذا التكاليف العالية في أداء الركن الخامس في الإسلام، وكيف يقوم شاب حديث الوظيفة هو وزوجته مثلا بدفع ما يصل راتب شهرين لأداء الحج. إني أدعو الدولة - وفقها الله لكل خير - بالتحقيق في هذا الأمر، فنحن مثلا نتكلم عن أسعار الحج من الرياض وليس من أقصى الكرة الأرضية.

- جامعة الملك سعود
yalotaibi@ccis.ksu.sa



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد