Al Jazirah NewsPaper Tuesday  24/02/2009 G Issue 13298
الثلاثاء 29 صفر 1430   العدد  13298
وطني ماذا يكون الوطن؟
علي أحمد المضواح

 

ليتك كالقمر يرحل معي أنَّى رحلت.. ليتك كالذكرى تتوسد معي ذات الفراش.. ليتك كالخيال تسكنني.. كالأسئلة تملؤني.. كالتأمل تصحبني.. كشاردات الذهن تسلبني.. كالأمل ترقبني عند أطراف القادم..

***

ليتك كنت لي سؤالاً عشت أبحث له عن جواب وما لقيت.. وفقراً عجزت عن سد فاقته وما غنيت.. ليتك كنت سحراً لا تفك عقده.. وبحراً لا تستدل موانئه.. وليلاً لا يتوانى عن إرخاء سدوله.. وفلاة لا تنفك عن عشق ساكنها تمتد وتمتد ليبقى في جنباتها..

** وطني:

سألتك ذات يوم هل الأوطان حجر وشجر؟.. قلت لي: في كل مكان حجر وشجر..

هل الأوطان أرض وسماء؟.. قلت لي: كل مكان لك إذاً وطن..

هل الأوطان حدود ورسم؟.. قلت لي: تلك أقفاص..

** وطني ماذا يكون الوطن؟

ذاك هو المهد.. ذاك هو الكفن.. ذاك هو الأنفاس التي حيينا بها وتركناها في ركن من أركانك..

ذاك هو رحيل الأيام الذي استودعناه في زواياك.. وسر الأحلام الذي رسمناه على جدرانك آناء الوسن..

** وطني ماذا يكون الوطن؟

أب عاش لنا ونسي العمر يخط على خده تجاعيد الزمن... وبارزته العاديات فما أصابه الوهن..

أم لا تستسيغ الحياة وهي تسمعنا نئن.. ولا تستمرئ العيش دون أن تملأ حضنها تمتماتنا.. تسدل علينا دفئاً لا يسبغه علينا ريش النعام..

** وطني ماذا يكون الوطن؟

طفولة ترتع في حضن البراءة.. وذكريات تتوارى خلف أروقة الزوايا.. وآمال تنتظر في محطات الوصول.. وطني عينا حبيبة عانقتها عيناي في كنفك.. وردة حمراء ما ذبلت حين ارتوت من معينك.. قصة حب تعرفها أركانك وتحفظ قصائدها لياليك.. وتترنم بأغنيها رياحك..

وطني سكنتك يوماً لكني رحلت.. وها أنت ذا اليوم تسكنني.. وتملؤني..

غبت عنك كما شاء القدر..

أتعلم أي شوق يبعث القدر؟!



almdwah@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد