من حيث لا يعلمون -وطبعاً من غير أن يسعوا لخدمة العرب- قدم مستشارو مرشد الثورة الإيرانية، أفضل الخدمات في المرحلة الراهنة لمنفعة المصلحة العربية العليا، فبعد أقوال وتصريحات المستشار الإعلامي لمرشد الثورة شريعتمداري والمستشار الآخر رئيس مكاتب التفتيش علي ناطق نوري، اللذين جددا الأطماع الإيرانية في أرض مملكة البحرين مما أعاد قلق العرب من الأطماع الإيرانية في الأراضي العربية.. والخدمة تتمثل في المطالب العربية الملحة بغرز المواقف وتوضيح الرؤى ليس من قبل الإيرانيين.. فالشيء المؤكد لدى العرب جميعاً أن الرأي الإيراني النهائي ينحصر في موقف المرشد، وقوله هو الفصل، ولهذا فإن العرب جميعاً، الدوائر الرسمية، والجماهير العربية في انتظار فصل السيد علي خامنئي في هذه المسألة.
إلا أن الخدمة التي قدمها مستشارو مرشد الثورة الإيرانية هي دعوة العرب جميعاً إلى التمييز بين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.. فهناك فئة من العرب الموهومين بأن النظام الإيراني يقف مع العرب ضد الاحتلال الإسرائيلي، وأن من يصنفون أنفسهم بأنهم طليعة الأمة الذين يعدون أنفسهم حاملي راية الجهاد والمقاومة ويعدون نظام طهران حليفهم الأكثر (صدقاً) لقيادة جبهة المقاومة لإنهاء الاحتلال للأراضي العربية، ولهذا ليس خافياً أن جبهة المقاومين قد (بايعت) مرشد الثورة الإيرانية، وهي تضم: خالد مشعل وحسن نصرالله ومهدي عاكف. وإذ كنا نعرف دوافع حسن نصرالله الذي هو وكيل طائفي للمرجع الشيعي علي خامنئي في لبنان، فإننا (نظن..!!) انخراط مهدي عاكف (مرشد إخوان المسلمين في مصر) وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلف قيادة مرشد الثورة الإيرانية، لأسباب تكمن في الرغبة بالتعجيل بإنجاز تحرير أرض فلسطين.. وبما أن التحرير مبدأ لا يتجزأ وأن الأرض العربية واحدة، وكذا المحتل وإن اختلف مذهبه، فإنه لا يجوز أن نصمت ونتجاهل تحرير أرض عربية فيما نعمل ويرتفع صراخنا من أجل تحرير أرض عربية أخرى، ولهذا فإنه ليس مقبولاً أن نتحالف مع محتل لأرض عربية لمجرد أنه يزعم بأنه يتحالف معنا لتحرير أرض عربية أخرى دون أن نرى عملاً حقيقياً وإسهاماً في تحرير الأرض التي يزعم بأنه يتحالف مع العرب لتحريرها، فيما يقوم باحتلال أرض عربية أخرى.
فإيران التي يزعم حكامها بأنهم يساندون تحرير أرض فلسطين دون أن تراق نقطة دم إيرانية واحدة تؤكد هذا الزعم، هم أنفسهم الذين يحتلون الجزر العربية التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقبل ذلك يحتلون أرض الأحواز العربية، ويهددون بالضم القسري لمملكة البحرين، ومع هذا لا نجد اعتراضاً ولا حتى تحفظاً من حلفاء هؤلاء المدعين، وبعد إثارة مستشاري مرشد الثورة الإيرانية لمسألة الأطماع الإيرانية في مملكة البحرين وطول احتلال إيران للجزر العربية والأحواز، فإن منطق التضامن العربي يفرض على خالد مشعل، وحسن نصرالله، ومهدي عاكف أن يحددوا موقفهم من احتلال الغرباء للأرض العربية.. وهل هم مع احتلال إيران لأرض العرب ولهذا هم صامتون، أم لهم رأي آخر سنسمعه قريباً؟.
jaser@al-jazirah.com.sa