تابعت باهتمام وتركيز شديدين حديث الاستاذ محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم في امسية مجلس قناة الدوري والكاس.. لا لكون الرجل حديث الساعة الاعلامية السعودية بعد بيان المكتب التنفيذي للاتحاد القاري المثير للجدل والمثير ايضا (للزعل).
تابعته بصراحة لانني بعيد عن كل اعتبار وكل ما قيل وقال بهذا الشأن من أشد المعجبين بهذا الشخص الذي أرى ان وصوله وتبوؤه لهذا المنصب والنجاحات التي حققها والصراحة التي يتسم بها في عمله وتعامله والقوة التي يبديها في قراراته وموقفه هي ما يميزه ويجعلنا نراه قدرة ادارية فذة نفتخر بها ونعتز، كونه مواطناً عربياً ويحمل جنسية دولة شقيقة تربطنا بها وشائج القربى والمحبة والاخوة.. ولهذا كنت اتمنى عليه وهو يتحدث عن موضوع انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم ان يكون كما عهدناه ونتوخى منه اكثر احترافية واكثر لباقة ودبلوماسية.. وخاصة في الجزئية التي تحدث فيها عن عدم الرغبة بشخصه ممثلا اسيويا في الفيفا لكونه (كما قال واعتقد) ليس من أحد أبناء الاسر الحاكمة في الخليج!!.. فهل هذا مبرر معقول ومقبول لعدم مساندته ودعم ترشيحه لهذا المنصب.. وما هي الاسس والمعايير التي بنى أبو جاسم عليها هذا اليقين الذي أعلنه وساقه كمبرر لاختلاف القيادات الرياضية الخليجية معه ووقوفه مع منافسه على هذا المنصب الذي لو فاز به ابن همام فليس غريباً عليه ويستحقه وهو أمر متوقع فنعرف أن من يقف خلف ابن همام أكبر من شركة (هونداي) المسيرة والممونة لانتخابات المنافس (كما ذكر هو) في سواليف المجلس.. وهذا أمر طبيعي أيضاً ومن المفروض ألا يثير حفيظته، فلكل حملة ممولين ولن يكون هناك نجاح لأي أحد بدون أن يقف ويدعم الاتحادات الآسيوية (الفقيرة) من تحت الطاولة أو من فوقها، فكسب أصوات معظم الاتحادات القارية الأهلية لن يتحقق بالوعود والأماني، فهي ترى أنها بحاجة إلى أن ينهض بها ويشد من أزرها وتدعم خزائنها بصفة خاصة بعيداً عن العموميات والوعود الجماعية الشاملة التي تساهم الظروف في الا يتحقق نصفها مهما كانت مصداقية الفائز وحرصه على الوفاء بوعوده والالتزام بعهوده ومواثيقه.
بقي ان أؤكد في النهاية ان بن همام ليس بحاجة لان يكون من احد ابناء الاسر الحاكمة او يكون شيخاً من الشيوخ حتى يقف معه من يقف، فهو شيخ باخلاقه وطيبته وتعامله وانجازاته ولكن عليه ان يراجع نفسه في الامر الذي يتعلق بأسباب وقوف اقرب الاقربين من حوله ضده.. وان يحاول بحكمته المعهودة ونظرته الثاقبة ان يقرب المسافة ويزيل الحواجز ويحل كل إشكال أوصله إلى هذا الموقف والذي جعل ابن همام على غير عادته يتخلى عن صمته ويخرج عن النص في بعض الاحايين.