لطالما سخرت من المقولة الفلسفية التي تعتبر أن الإنسان (حيوان ناطق) وكنت أدافع عن إنسانية الإنسان الذي يختلف كثيراً عن حيوانية الحيوان وأن فكر الإنسان أرقى كثيراً من فكر الحيوان، ولكنني اليوم أعود (مذعناً) لتصديق ما قاله العلماء لأن (بعض إنسان. مُخ نادري) أي باللغة الفارسية ليس لديه مخ وعقل، والدليل على ذلك ما نطق به (ناطق نوري) -مؤخراً- أن مملكة البحرين العربية، ووريثة حضارة (أوال) المستقلة كلياً عن الحضارة الفارسية والحضارة البابلية. كما ورد في الملحمة الأسطورية (جلجامش) حيث ذهب إليها بطل الأسطورة إياها بحثاً عن الخلود الأزلي، والتي كان كل الساحل العربي المطل على الخليج (العربي) يسمى باسمها أي البحرين، أقول إن (ملا ناطق نوري وبعقليته ال(نادري) يعتبر هذه المملكة العربية العزيزة جزءاً من بلاد (فارس) وهذه الفزاعة السخيفة كثيراً ما لوح بها الساسة الفرس منذ (اريامهرياتهم) القديمة وحتى عمائمهم المتأسلمة، بل إن هذا النظام الحالي (الإسلاموي) يحتل ثلاث جزر عربية ولم يراعِ حقوق الجيرة الإقليمية لسيادة أسيادهم العرب الذين أضاءوا حضارتهم (الزرادشتية) بنور الإسلام العظيم.
أقول إن قبل منطق (ناطق) الأعوج هذا قد صرح منسق إيراني عن نظام الملالي الجهلة أن إيران تملك شبكة من (العملاء) في دول الخليج!! ويمكن أن تزعزع هذه الشبكة استقرار المنطقة، وقبل هذا وذاك أثير في دولة خليجية عزيزة أن (حراس الثورة) الإيرانيين بمقدورهم السيطرة على أمن الخليج في حال قيام أي صدام عسكري بين إيران والولايات المتحدة(!!) وبالطبع هذه المؤشرات تقرع جرس الإنذار لكل (النائمين) بأن هناك خلايا إيرانية (نائمة في الخليج) ولم لا؟! فالذي يعرف (بعض) دول الخليج الشقيقة عن قرب ومعايشة حقيقية كانت تنتصب أمام عينه هذه (الحقيقة النائمة) كلما دخل كراج لإصلاح السيارات أو أحد مراكز التموينات الغذائية، إذ يلاحظ أي شخص عادي أن العاملين الإيرانيين في تلك الأمكنة يفوق عددهم كثيراً ما تتطلبه الحاجة (الحقيقية) لتلك الأمكنة. بل يلحظ المشاهد البسيط انضباطهم الشديد وتسلسل مراتبهم لدى بعضهم البعض ورجوعهم كلهم إلى رجل يحركهم كيفما يشاء، بل الغريب في الأمر أنهم يتبدلون كل ستة أشهر ليأتي طاقم آخر بنفس العدد ونفس الانتظام ونفس الطريقة، كما أن المفزع في الأمر أن إحدى الدول الخليجية قد ضبط رجال جماركها قبل مدة ليست بالبعيدة أحد المراكب البحرية المحملة بملابس عسكرية من مختلف الرتب العائدة إلى تلك الدولة (مُهرّبة) إلى إيران(!!) حسبما أوردته صحف تلك الدولة، ومن يومها وبعض (كتّاب) تلك الصحف يدينون بعض (الممارسات) الإيرانية في ذلك البلد العزيز.
***
وقبل أشهر نشرت وكالات الأنباء تصريحاً للفريق ضاحي بن خلفان قائد شرطة دبي وهو يحذر من مغبة قيام إيران بأي عمل يزعزع الاستقرار في المنطقة ويُقحِم جيرانها العرب في نزاعها مع الغرب.
وقال خلفان بنفس ما عُرف عنه من صلابة رأي و(قوة إدارة) ووعي مميز يتصف به كمفكر وطني وكاتب مقتدر ومثقف خليجي مخلص لدينه وأمته قبل أن يكون رجل أمن من الطراز الأول يعتمد الأمن الوقائي قبل حدوث المشكلة وبطريقة حديثة تذهل كل من يعرف أمن (دبي) على وجه التحديد.
أقول إن الفريق خلفان قال إنه يمكن أن تكون لإيران شبكة من الخلايا النائمة في دول الخليج ونصيحتي لهم -الكلام مازال لخلفان- أن يبقوا خلاياهم نائمة، لأننا بمقدورنا أن نجعل لديهم خلايا يقظة إذا لزم الأمر(!!).