أكد وزير التعليم العالي الأستاذ الدكتور خالد بن محمد العنقري أن الدولة - أيدها الله - وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهما الله، تولي اهتماماً وعناية كبيرين بالبحث العلمي، حيث تمثل ذلك في دعم عديد من المبادرات وتكريم عديد من الباحثين، مشيراً إلى أن دعم البحث العلمي والتقني وتشجيعه لمواكبة التوجه نحو اقتصاد المعرفة، يعد من ضمن الأهداف العامة والأسس الإستراتيجية لخطة التنمية الثامنة 1425/1426هـ - 1429/1430هـ
وأوضح الدكتور العنقري أن منظومة التعليم العالي في المملكة تعتمد على عدة أسس الأول هو التوسع رأسياً وأفقياً في التعليم العالي بحيث نضمن أن يكون التعليم العالي متوفراً في جميع مناطق المملكة ومحافظاتها ذات الكثافة العالية، أما الأساس الثاني فهو الجودة وهناك توجه حكومي بتحسين جودة التعليم العالي للمؤسسات القائمة وأحد المؤشرات التي نتجت عن هذا الاهتمام هو دخول عدد من الجامعات السعودية في التصنيف العالمي مؤخراً كجامعات ذات مستوى عالٍ من الجودة، والأساس الثالث هو الشراكات مع المؤسسات الجامعية العالمية المتقدمة في مجال الأبحاث العلمية، أما الأساس الرابع فهو الابتعاث الخارجي والحكومة رعاها الله توجه عدداً كبيراً من الطلاب للابتعاث الخارجي لكل المستويات والتخصصات العلمية، ويبلغ عدد هؤلاء المبتعثين 50000 (خمسين ألف طالب وطالبة) تم ابتعاثهم خلال السنوات الماضية.
وسعياً من وزارة التعليم العالي لدعم البحث العلمي في الجامعات السعودية، فقد سعت إلى إعلان مبادرة «مشروع مراكز التميز البحثي» التي تهدف من خلالها إلى تشجيع الجامعات على الاهتمام بأنشطة البحث العلمي والتطوير التقني من خلال دعم توجهات بحثية قائمة أصلاً وحديثة النشأة في الجامعات السعودية وفى تخصصات ومجالات متعددة بهدف إبراز نقاط القوة ومجالات التميز فيها ورعايتها وبلورتها في مراكز أكاديمية بحثية لتتولى الصدارة على المستويين الوطني والإقليمي.
إن مجال أبحاث التقنية الحيوية وتطبيقاتها من أهم المجالات العلمية والبحثية في عصرنا الحاضر وينظر لها من قبل العديد من العلماء بأنها علم العصر الحديث فتطبيقاتها واسعة ومتعددة ومتقاطعة مع العديد من العلوم والتخصصات العلمية.
وألمح وزير التعليم العالي إلى أن مركز التميز البحثي في التقنية الحيوية بجامعة الملك سعود يعد من أوائل مراكز التميز البحثي التي تم دعمها من خلال الوزارة وذلك ضمن المرحلة الأولى من عمر المبادرة وتتطلع الوزارة إلى أن يقوم المركز بدوره في تنفيذ المشاريع البحثية المتميزة وتكوين شراكات بحثية مع عدد من المؤسسات والجهات العلمية ذات العلاقة بمجال أبحاث المركز، الأمر الذي يساهم في إعطاء المركز البعد الوطني والإقليمي والعالمي أيضاً من خلال تعاونه البحثي مع تلك الجهات العلمية والتي نأمل بإذن الله أن نشاهد جوانب من نتائج هذه المشاريع ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الأول في التقنية الحيوية وأن يحرص المؤتمر على إيصال رسالته وأهدافه إلى مختلف فئات المجتمع بهدف إبراز الجوانب الايجابية في مجال تطبيقات التقنية الحيوية. كما يمثل المؤتمر فرصة للباحثين السعوديين للتعرف على أحدث الأبحاث الجارية في مجالات التقنية الحيوية والالتقاء بالباحثين المشاركين من جميع أنحاء العالم.
فيما أكد وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدولي للتقنية الحيوية الدكتور علي بن سعيد الغامدي أن التقنية الحيوية تعتبر من التقنيات الإستراتيجية التي نصت عليها السياسة الوطنية للعلوم والتقنية لما لها من أهمية في دعم وتطوير الاقتصاديات الوطنية ولما تساهم فيه من تطوير الصناعات الحيوية مثل إنتاج الأدوية والمقاومة الحيوية والصناعات الغذائية وإنتاج النباتات والحيوانات المحسنة وراثياً والتخلص من بعض الملوثات والتعرف على البصمة الوراثية وإنتاج الخلايا الجذعية والعلاج الجيني والاستنساخ العلاجي وغيرها من تطبيقات التقنية الحيوية وتعتبر التقنيات الحيوية من العلوم التي تتطور بشكل سريع ويزداد الاهتمام بها بشكل كبير في معظم بلاد العالم .
وتماشياً مع ما اعتمده مجلس الوزراء الموقر في وثيقة السياسة الوطنية للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية لدعم وتشجيع البحث العلمي والتقني لمواكبة التوجه نحو اقتصاد المعرفة فقد سعت وزارة التعليم العالي إلى إعلان مبادرة مراكز التميز البحثي والتي تهدف من خلالها إلى تشجيع الجامعات على الاهتمام بالبحث العلمي وتفعيل دورها في هذا المجال بحيث تصبح هذه المراكز البحثية مرجعاً ومصدراً على المستويين الوطني والإقليمي.
وقال الدكتور الغامدي إن مركز التقنية الحيوية بجامعة الملك سعود يعد من أوائل مراكز التميز البحثي التي تم دعمها من خلال وزارة التعليم العالي وذلك ضمن المرحلة الأولى من عمر المبادرة حيث تأسس المركز بتاريخ 20 صفر 1428 ه الموافق 10 مارس 2007م. وقد حرص المركز خلال هذه الفترة ومنذ إنشائه على تأكيد وإبراز دوره الأساسي في مجال البحث العلمي وقام بالعديد من الخطوات والأعمال الداعمة في هذا المجال حيث أقر العديد من المشاريع البحثية التي تميزت بالشراكة مع عدد من المؤسسات والجهات العلمية ذات العلاقة بمجال أبحاث المركز الأمر الذي يساهم في إعطاء المركز البعد الوطني والإقليمي والعالمي نتيجة لتعاونه البحثي مع تلك الجهات العلمية.
ولقد عمد المركز منذ تأسيسه إلى وضع الخطط والبنى التحتية واستقطاب الباحثين المتميزين ما يؤمل تحقق الأهداف المرسومة للمركز، وذلك من خلال مشاريعه البحثية التي نأمل أن يحقق المركز من خلالها المكتسبات التي وضعها ضمن أهدافه.
ولقد سعى المركز لعقد المؤتمر الدولي للتقنية الحيوية لإبراز الأنشطة البحثية الجارية فيه ولإبراز الأنشطة البحثية في التقنية الحيوية في المملكة وإعطاء الفرصة للباحثين السعوديين للتعرف على أحدث الأبحاث الجارية في مجالات التقنية الحيوية والالتقاء بالباحثين المتميزين في هذا المجال من أكثر من أربعين دولة مشاركة في المؤتمر.
وفي ختام تصريحاته تمنى الدكتور الغامدي للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر التوفيق والنجاح.