سنحت لي الفرصة لزيارة بينالي القاهرة الدولي الحادي عشر للفنون التشكيلية المقام بدار الأوبرا المصرية، وذلك إبان وجودي ممثلا للرئاسة العامة لرعاية الشباب في معرض القاهرة الدولي للكتاب مؤخرا، وكانت زيارتي لهذا الحدث التشكيلي الدولي المهم على عجل، حيث كان برفقتي أحد الزملاء وهو من النوعية التي لا تجد ميلا وانجذابا نحو معارض الفنون التشكيلية، هذه الصفة التي تلازم شريحة كبيرة من بني يعرب عامة لكنها لدينا وربما تكون وبكل أسف أكثر اتساعا وهذا بلا شك مرده إلى تدني الذائقة البصرية والجمالية والتي ساهمت في شيوعها أطراف عدة يأتي البيت والمدرسة والمجتمع والإعلام أهم أقطابها. أعود لصديقي الذي ما إن أخذت وإياه (لفة) عاجلة على أجنحة البينالي حتى بادرته بسؤال عاجل ما رأيك؟؟ والذي أجابني فورا بلا تردد (جنون) وكنت متوقعا مثل هذه الإجابة ممن هم على شاكلة صديقي خاصة وأن معظم المشاركات في بينالي القاهرة في سنواته الأخيرة جنحت وبقوة إلى الفن المفاهيمي هذا الأسلوب الذي فرض حضوره بقوة وفق هذا التوجه العالمي الرهيب نحو الآلة والمكينة ووسائل الاتصال والكمبيوتر، إن هذا التوجه الحداثي الذي قلب موازين القوى في الفنون التشكيلية إن جازت التسمية هو أسلوب أو مدرسة عالمية حديثة تهتم بشكل كبير بالأفكار والرؤى والمضامين إضافة إلى حرص هذا النوع من الفن على إتاحة فرص كبيرة للزائر والملتقي إلى خلق حوارات ربما تكون مطولة مع المعروضات وهذا تحكمه عوامل عدة. أيضا تأتي ثقافة وسعة اطلاع المتلقي وخبرته .

نواصل في الأسبوع القادم