رِحلةَ الأَيامِ قَد آنَ التَّدَاني |
وانقضَى الهَجرُ وأسبَابُ التَّواني |
وتَولَّى اللَّيلُ عَن أَشجَانِ صَبٍّ |
مُولَعٍ بالشَّجْوِ مُهتاجِ الجَنَانِ |
سكَبَ النَّجوَى عَلى كَفَّيهِ شِعْراً |
وتَلهَّى بالمُنَى والفَجرُ دَانِ |
رحلةَ الأَيامِ يا ضَوءَ اللَّيالي |
ياربِيعاً حُسنُهُ هَزَّ كَيَاني |
رَقصَةُ الأَحلامِ في عينيكِ تغدُو |
قِصَصاً تُروَى بنَفْحِ الأُقحُوانِ |
وعلَى كفَّيكِ تغفُو ذِكريَاتٌ |
من ربيعِ العُمْرِ مرَّتْ كالثَّواني |
كيفَ للعُصفورِ أنْ يُهديكِ لحناً |
دُونَ دَوْح وحُبُور وحَنَانِ؟ |
كيفَ للشُّطآنِ أنْ تغدُو أَمانًا |
ورياحُ الغَدرِ تَأتي كُلَّ آنِ؟ |
كيفَ للأَحلامِ أنْ تَروي فُؤَاداً |
يستظِلُّ الشَّمسَ في دَرْبِ الأَمَاني؟ |
لم يعُدْ للزَّهرِ في عينيهِ مَعْنىً |
لاذَ بالصَّمتِ وعَافَ ال (لَّيْلَدَانِ) |
يا شُمُوسَ الوجدِ صُبِّي في فُؤادِي |
غُنْوَةَ الحُلْمِ وأَحْلامَ الغَواني |
وانثُري عِطرَ الليالي واكتُبِيني |
لحنَ خُلْدٍ بحُروف من جُمَانِ |
كُلَّما أَبصَرتُ في البَيداءِ نَهْراً |
أُسرِعُ الخطوَ... فصَمْتاً لو تَراني |
يَتَبدَّى النَّهْرُ في عَينِي سَراباً |
خَلْفَهُ تضحَكُ أَنيابُ الزَّمانِ |
فوقَ كَفَّيَّ نشِيدٌ سَرْمديٌّ |
مَرَّ في جُنْحِ اللَّيَالي فَشَجانِي |
صِغتُهُ لحنًا شَجيًّا فَتهَادَى |
همسُهُ في سمْعِ أَربَابِ المعَاني |
ارفَعُوا الموَّالَ للبحَّارِ حتَّى |
يحصُدَ الدُّرَّ فتنثَالَ التَّهَاني |
العُرضيَّة الشمالية |
|