انتقل إلى جوار ربه بعد مرض دام ثماني سنوات نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته وأن يعمه بالرحمة والقبول. رحل عن الدنيا الفانية بعد عمر طويل عاشه مكافحاً منذ الصغر يصارع الحياة وذاق مرها وحلاوتها وعمل يما يرضي ربه من منطلق الصدق والوفاء مع نفسه ومع الناس بروح طيبة وتعامل واضح وسليم وقد رافقته في جميع جلساته ومعاملاته أكثر من ثلاثين سنة وعرفت عنه الكثير والكثير، وخاصة التعامل والصدق بالقول والعمل والحرص على حقوق الآخرين والرفق بالفقير والبذل في أعمال الخير وخاصة ما يخص المساجد والتسامح مع مَن يدينون له في بعض الحقوق الخاصة به، وذلك بهدوء وطيبة نفس وكانت جلساته الخاصة - يرحمه الله - متواضعة ولا يمل مجلسه وله ذكريات عطرة وقصص مثيرة في حياته يحفظ تاريخ الماضي والحاضر ويتحدث عنه بأسلوب مميز يجعلك تشتاق إلى سماعه مرات رغم أنه لا يقرأ ولا يكتب، وقد تأثرت كثيراً حينما شاهدت جموع الحاضرين للصلاة عليه ومرافقته إلى مثواه الأخير، وهذا يبشر - بإذن الله - بالقبول (فالناس شهود الله في أرضه)، وكما يقول المثل: (من خلف ما مات).