{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
قال الله تعالى {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} ولا راد لقضائه ونحمده جل وعلا على القضاء والقدر.. خيره وشره.
ففي الأمس القريب غيب الموت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عمر بن جاسر البلطان بعد حياة أفناها في طاعة الخالق وخدمة الدين ثم المليك والوطن.
هذا الشيخ الذي عرفناه قلة من الرجال أو بالأحرى نوادر من الرجال تبقى ذكراهم، والحزن على فرقاهم، بل يتعدى إلى أبعد من ذلك في لحظات عصيبة تمر على الإنسان المؤمن وما ألطف ما أنعم الله علينا لهذا الدين وسنة الحياة.
إنها المنايا والصبر والاحتساب والفطرة السليمة وعدم الجزع، لله ما أعطى وله ما أخذ، في الأيام الماضية فقدنا عزيزاً وأحد رجالات الأسرة الكبار الخال الغالي عمر بن جاسر البلطان رحمه الله رحمة واسعة وجعل الجنة مثواه وجعله الله من الشهداء والصالحين.
في صباح يوم الخميس الماضي ودع خالنا وشيخنا هذه الدنيا الفانية بعد معاناة طويلة مع المرض نسأل الله له الثواب الجزيل والرفعة في الجنة.. ونتقدم بخالص الشكر والامتنان لمن حضر أو اتصل للقيام بواجب العزاء من الرياض أو الرس ونخص بالشكر أصحاب السمو الأمراء جزاهم الله خير الجزاء..
مات صاحب القلب الأبيض، الشهم الكريم، محب الكبار، واصل الرحم، عرفته صبوراً جلداً في أصعب المواقف، لين الجانب، صاحب بسمة تملؤها المحبة الصادقة، وكان يواصل الناس ويقف معهم في الضراء والسراء ويحرص على قضاء حوائجهم، فقد كان الفقيد طيب الله ثراه متواضعاً جداً يخدم الكبر وكأنه أخ له، ويحتضن الصغير وكأنه ابن له.. فنجد أن باب قصره مفتوح لاستقبال الضيوف ليلاً ونهاراً من داخل المملكة وخارجها.
رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة وعزاؤنا ذكراه الطيبة وسيرته الحسنة.. ولله الحمد والبركة في أبنائه الأوفياء، ومنهم الشيخ خالد عمر البلطان.. فلن نوفيه حقه!!
فإلى جنة الخلد بإذن الله يا (أبا عبدالله) ونسأل الباري عز وجل في هذه الأيام المباركة أن يتغمدك بواسع رحمته وأن يسكنك فسيح جناته وأن يجعل كل ما قدمتموه في حياتكم من أعمال إنسانية وجهود مباركة في موازين حسناتكم.. ونحن أنا وإخوتي (محمد - عبدالله- جاسر - صالح) أبناء سليمان البلطان رحمه الله وأسكنه فسيح جناته نشاطر أبناءه (عبدالله - فهد - علي - محمد - سامي - مصعب) وشقيقاتهم وزوجاتهم (أم عبدالله - وأم سامي) وعائلة البلطان في الرياض والرس كافة العزاء في هذا المصاب الجلل لنسأل الباري عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان وأن يغفر لموتانا وموتاهم إنه سميع مجيب الدعاء.
