لقد سمعت كما سمع غيري ذلك الخطاب الجميل الذي ألقاه خادم الحرمين الشريفين، ملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية - حفظه الله - وذلك في قمة الكويت، والذي خطف القلوب قبل الأنظار، وبهر البعيد قبل القريب، واعترف بعلو شأنه الأعداء قبل الأصدقاء، واحتل الصدارة والتميز في كل ما قيل في تلك القمة، ونال إعجاب الجميع بشكل لم يسبق له نظير، فكان الحديث عن ذلك الخطاب الرائع وتلك المبادرات السخية هي حديث الصفحات المقروءة، والقنوات المرئية والمسموعة وحق له أن يكون كذلك، وذلك لما يحمله من معانٍ صادقه وحرصٍ على صلاح شأن الأمة الإسلامية عامة والعربية منها على وجه الخصوص بعيداً عن الرياء وحب السمعة، خالياً من الكلمات المنمقة الجوفاء، بل هو قولٌ وعمل بحبٍ وصدقٍ وإخاء. وليس ذلك بغريبٍ على أبي متعب - حفظه الله - فسيرته مليئةٌ بالمبادرات السامية التي ترمي إلى رأب الصدع بين الشعوب على اختلاف تنوعها، والعمل على حل الخلافات بين المجتمعات قاطبةً دون أن يلتفت لما سيكلفه ذلك من وقتٍ وجهدٍ ومالٍ، بل تراه يعمل لصالح البعيد وكأنه من حرصه على إنجاح جهوده يعمل لصالح نفسه، وهذه في الحقيقة صفاتٌ قل أن تجدها اليوم في إنسان لديه من المشاغل مثل هذا الرجل، ولاشك أن ذلك نابع من إيمان كبير في قلب خادم الحرمين الشريفين وشعور بالمسؤولية الدينية والإنسانية وهذا فيه تحقيق لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) فهنيئاً للأمة الإسلامية بهذا الرجل أولاً، وهنيئاً لنا بهذا المليك ثانيا، وهنيئاً له بنفسه ثالثاً. أسأل الله جل وعلا أن يمد بعمره على عمل صالح، وصحة جيدة، وعافية دائمة، وأن يحفظه أينما حل، وأن يعلي شأنه في العالمين إنه ولي ذلك والقادر عليه.
S_3jlan@hotmail.com