Al Jazirah NewsPaper Monday  09/02/2009 G Issue 13283
الأثنين 14 صفر 1430   العدد  13283
معتوق شلبي
إعلام الأخلاق
عبدالرحمن الشبيلي

 

دخل حلبة الإعلام من بوابة شؤونه المالية والإدارية في منتصف التسعينيات الهجرية، وأحسب أن الفضل في نقله من العمل في أحد القطاعات العسكرية (سلاح الطيران) إلى وزارة الإعلام، يعود إلى الزميل الإداري المبدع عبدالرحمن أمين كاتب، فكان معتوق تلميذ مدرسة المرونة وطيب النفس التي ترق لها جفون الإعلاميين.

كان الأخ معتوق نموذجاً لآخرين عديدين دخلوا ميدان الإعلام مصادفة، في وقت كان المتخصص عملة نادرة، فلم ينجحوا وحسب، ولكنهم أدخلوا قيمة مضافة في هذا الحقل ذي الطبيعة المعقدة، فعرفوا كيف يتعاملون معها بحذق ومهارة وإتقان.

إننا عندما نفكر في وزارة متخصصة كالإعلام أو الاتصالات فإننا عادة ما نعطي الأولوية للتفكير في المتخصصين (التكنوقراط) في مجالاتها الفنية، ونغفل حاجتها إلى من يملأ وظائفها المالية والإدارية، وهي وظائف قد تفوق في متطلب المرونة وفي الأهمية مثيلاتها الأخرى.

لقد حظيت وزارة الإعلام، في مسيرتها التي أدركتُها، بمسؤولين من هذه الكفايات، لا ينساهم كل من تعامل معهم، وكسبوا احترام زملائهم بأخلاقهم أولاً، ثم بمرونتهم وبعدهم عن التعقيد، وقد وسعوا المتعاملين مع الوزارة بلطفهم وحسن تعاملهم، أكثر مما وسعوهم بتلبية مطالبهم، وكان على رأس قائمة من عرفت من هؤلاء قامات من مثل: محمد عبدالرحمن الشيباني وعبدالرحمن كاتب وإبراهيم القدهي ومعتوق شلبي، وقد كانوا في أسلوبهم وفي تقديرهم لطبيعة ظروف الإعلاميين قدوة احتذى بها مساعدوهم ومن أتى بعدهم.

وعندما ترك الأخ معتوق عمله، الذي خلّف فيه هذه الذكرى العطرة ظل زملاؤه يتذكرونه بالخير، ويتواصلون معه، وقد تجلّى ذلك عندما هبوا للوقوف معه أثناء محنته الصحية التي فاجأته قبل عشر سنوات، ولم ينقطعوا عن الوفاء له أو عيادته، أو ارتياد ندوته الثقافية الأسبوعية (منتدى الجمعة) التي يديرها الزميل الدكتور عبدالعزيز إسماعيل داغستاني، وها هم اليوم يهرعون لوداعه في مثواه الأخير، ليكتبوا في سجله الحي أن الأخلاق والنزاهة للمسؤول والإنسان عمر ثان.

فارقنا معتوق شلبي وما ترك من حطام الدنيا سوى منزله، لكنه أرّث أسرته كنزاً من السيرة العطرة. والسجل الناصع.

عزاؤنا الخالص لأبنائه فهد وفاروق وأحمد وعبدالرحمن ومحمد، وشقيقاتهم مها ود. منال وعبير وخلود ووالدتهم وللأسرة الإعلامية، ولمحبيه، ولله البقاء من قبل ومن بعد.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد