الطب تطور كثيراً في مجالات، وبقي دون تقدم في مجالات أخرى..
** خضعت في نهاية الأسبوع الماضي لعملية جراحية بسيطة في العين استمرت وقتاً قصيراً.. ربما يكون جزءاً من الساعة.. ونجحت بفضل الله ومنته.. وكان مثل هذه العملية يحتاج إلى ساعات جراحة وإلى أيام تنويم.. وإلى إجراءات معقدة تسبق العملية وأثناء العملية وبعدها، وكانت تُجرى بحذر وخوف.
** واليوم.. صارت من أسهل وأبسط العمليات، بل لم تعد تُسمّى عملية جراحية؛ لأنك تشاهد كبار السن يدخلون غرفة العمليات وقد أمسك مرافق بأيديهم.. لأنهم عميان.. ويخرجون يمشون بأنفسهم ذلك (فضل الله تعالى وحده).
** وفي السابق.. كان الآباء والأجداد يمضون باقي حياتهم عمياناً إلى أن يتوفاهم الله.. حيث (يكف) بصر الكثير منهم بسبب الماء الأبيض في العين.. ويمضي بقية عمره وهو (كفيف) لا يرى شيئاً.. يتصدق عليه من يوصله إلى المسجد؛ مع أن الكثير منهم في كامل صحته وعافيته.. الجسمية.. لكنه (أعمى).
** إذ عمليات إزالة الماء الأبيض في الرياض.. أول ما بدأت قبل عقود.. كان يتم الإعداد والاستعداد لها.. وقد تنجح أو تفشل.. وهي عملية كانت تشبه عملية القلب المفتوح.. وكانت صعبة للغاية.. لكنها كانت فتحاً وفرجاً من الله.. وكان الكثير يستفيدون منها حتى وإن كانت الفائدة نسبية، وكانت هذه العملية لا تُجرى إلا في مكان واحد تقريباً وربما في مكانين أو ثلاثة.
** واليوم.. تُجرى في أكثر من مكان.. في الشارع الواحد وأكثر.. بل أكثر المراكز الطبية وليس فقط المستشفيات تجريها بسهولة.
** أكثر الذين يخضعون لهذه العمليات المتطورة يعود إليهم بصرهم تماماً.. ويعودون إلى شبابهم.. يبصرون كما (الشباب).. إنها (نعمة وفضل من الله تعالى) عليهم.. فقد كان أسلافهم يواجهون العمى بعد الخمسين، ولذلك.. عندما تقرأ التاريخ وكتب السير والتراجم تجد أكثرهم يقال (كف بصره) في آخر حياته.. بمعنى.. أنه أُصيب بماء أبيض أو أزرق حتى عمي في أواخر حياته؛ فالكثير من الرجال يصابون بالماء الأبيض والأزرق بعد الأربعين والخمسين.. وكانوا يصابون بالعمى التام في سنين مضت.
** اليوم.. لدينا مستشفى من أرقى المستشفيات في العالم وأكثرها تطوراً.. وهو مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون.. هو مستشفى متخصص في العيون فقط.. يملك أفضل الأجهزة وأحدثها.. ويملك أفضل الخبراء.. ويملك إدارة رائعة.. فكم من الأشخاص فتح الله عليهم ورأوا النور في هذا المستشفى؟
** كم من شخص دخل هذا المستشفى، وقد يئس من عينه أو عينيه وخرج مبصراً؟
** كم من شخص دخل هذا المستشفى أعمى.. وخرج بفضل الله (مبصراً).
** إصابات خطيرة وحوادث وجروح وحروق تصيب العينين، ويكاد الشخص ييأس من عينيه، ويتم بفضل الله معالجته مما أصابه.. ويخرج مبصراً.
** العين عرضة للإصابة والحوادث.. وكان البعض في سنين مضت (كريم عين) أو ربما أصيبت إحدى عينيه أو كلتاهما بمرض بسيط.. جعلها تفقد الكثير من البصر ولا تكاد تجد سليم العينين إلا قليلا.
** واليوم.. بفضل الله تعالى ومنته.. القليل هم الذين تستمر معهم الإصابات أو الأمراض في العينين.
** ومازال طب العيون يُسجل تطوراً متسارعاً مثل عيادات الليزر والليزك وغيرها.. ومازال طب العيون يحقق قفزات متلاحقة سيستفيد منها البشر.. فالحمد لله على فضله ونعمائه.. ولنا وقفة أخرى - إن شاء الله- مع هذا المستشفى - أو هذه الجامعة التي خرَّجت أشهر الأطباء السعوديين وأمهرهم في طب وعلاج أمراض العيون.