Al Jazirah NewsPaper Monday  09/02/2009 G Issue 13283
الأثنين 14 صفر 1430   العدد  13283
نهارات أخرى
زواج القصر!
فاطمة العتيبي

 

إن تزويج الفتيان في الخامسة عشرة وما دون.. لا يقل غرابة عن تزويج الفتيات..

وقد توالى نشر أخبار زواج فتيان وفتيات يعدون في مقاييس العصر الحديث أطفالاً.

ومثلما تغيرت حالة الإنسان وطاقته الصحية والأمراض التي تصيبه من جراء التحديث التقني الذي طال كل شيء فإن عمر الزواج والهرمونات طالها أيضاً هذا التغيير.. كما طال مستوى التعاطي مع الحياة عاطفياً وعقلياً.. ولا بد أن نقر بذلك التغير حتى ننطلق إلى فكرة سن قانون يمنع تزويج الفتيان والفتيات دون الثامنة عشرة لكليهما.. أو الحادية والعشرين حسب ما تراه لجان مختصة تعنى في بحث هذا الأمر.

* ولا أظن أن ذلك سيكون صعباً على مجتمعنا فأغلب الشباب والشابات لا يتزوجون إلا بعد العشرين بالنسبة للفتيات وبعد الثلاثين بالنسبة للشباب وذلك تبعاً للتغيرات الاقتصادية والثقافية التي أحدثت تغييراً بائناً في الخريطة الاجتماعية والحالات الاستثنائية التي تستغل فيها الفتاة وتزوج وهي دون الثامنة عشرة تكون مرغمة فيها على ترك مقاعد الدراسة والزواج بمسن مقابل مبلغ مادي كبير يدخل ضمن البيع والشراء واستغلال البشر حيث ترغم الفتاة الصغيرة على الزواج لحصول وليها على مقابل مادي.

* ولا الدين ولا العرف يشرعان هذا الاستغلال لآدمية (الطفلة) تحت أي سبب. وهنا لا بد من سن قانون يمنع تزويج القصر دون الثمانية عشرة أو الحادية والعشرين حسب ما يراه الأطباء والخبراء الاجتماعيون والعلماء وأيهما يكون العمر الأنسب لخوض حياة أسرية آمنة تكون بيئة صالحة لنشأة أسرة صالحة وأطفال صالحين.

ومن اللافت أن ثمة دراسات تشير إلى مخاطر الزواج المبكر (جداً) على صحة الإنسان وبخاصة الفتيات حيث تعرضها للإنجاب مبكراً وقبل اكتمال قدراتها التحملية لعبء الولادة الآمنة ومقاومة مخاطرها..

* الرحمة صفة وصف بها (الرحمن) ذاته سبحانه وتعالى ومن الرحمة في هذا الزمن الغريب الذي افتقد فيه بعض الأولياء الرحمة على بناتهم وتزويجهن وهن صغيرات ودفعهن للطلاق المبكر والأمومة المبكرة ومن ثم المشكلات التي ترهق المحاكم وتضخ أطفالاً غير أسوياء أخلاقياً وصحياً وتزاحمهم على مؤسسات الدولة التي ضاقت بهم.. وزادوا من أعبائها ومسؤولياتها بينما بالإمكان سن قوانين تحدد سناً لا يتجاوزه مأذونو الأنكحة ويحاسبون عند تجاوزه حماية للقصر؛ فإذا خلت الرحمة من بعض أولياء الأمور آباء أو أمهات فيفترض أن تكون الدولة عبر قوانينها البديل الرحيم الذي يحفظ لمثل هؤلاء حقوقهم في حياة كريمة يختارونها بإرادتهم ولا يباعون فيها ويشترون!!



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد