لم يتجاوز بعض العرب محطة (نعرة الجاهلية) التي تسيطر عليهم على مر الأزمان لأنّ عقلياتهم تدور في فلك العروبة ولغة الضاد والعواطف المزيّفة والتلاحم الوهمي والتقارب الشكلي، وما دامت هذه اللغة التي تسيطر على عملهم وتعاملهم، فيجب عليهم أن يتحملوا تبعات ذلك مهما كانت الفاجعة.
كتبت وكتب قبلي ومعي كل المنصفين، عن أهمية دعم المرشح لأي منصب قاري أو عالمي حسب فكره وقدراته بصرف النظر عن الجنس واللون، وطالبنا العرب بالتحرر من نعرتهم الجاهلية التي تهوي بالعمل إلى السفح، والشواهد على ذلك كثيرة ومعروفة، وليس أدل على ذلك من موقف وتصرفات محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي الذي وصل لمنصبه على أكتاف العرب ثم تنصّل عنهم.
قبل ترشيح بن همام للكرسي الآسيوي الوثير طالبت بالتخلّي عن نعرتنا الجاهلية وتحكيم العقل والمنطق بمقارنة بن همام كشخص عربي مع مقومات منافسيه من غرب القارة، ممن يملكون الفكر والعدل وأدوات المنصب الآسيوي الذي يخب على بن همام و(عيناته) الذين يتبؤون المناصب ولا يقدمون عملاً مثالياً.
ترنّحت الرياضة العربية تحت وطأة قرارات بن همام التي تجامل غرب آسيا على المكشوف وشربت الدول العربية مرارة عنجهيته في مناسبات عدة آخرها فضيحة المكتب التنفيذي يوم الثلاثاء الماضي، وكانت كذبة بن همام ستمر لولا وجود عضو سعودي في المكتب التنفيذي يجيد اللغة الإنجليزية ويفهم في اللوائح الآسيوية أكثر من بن همام ولجانه، حيث فضح ممثل السعودية الدكتور حافظ المدلج بن همام وأكد أنهم لم يناقشوا أمر التصريح أو البيان خلال الاجتماع، وقال لقد تفاجأ مع بعض الأعضاء أثناء مغادرتهم مطار كوالالمبور بصدور البيان عبر الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي، ووضح من خلال هذا البيان عقلية بن همام ونعرته الجاهلية التي يريد من خلالها فرض سيادته على زملائه وتحويلهم إلى (موافقون موافقون) والرأي رأيك والشور شورك.
نعرات بعض العرب الجاهلية ستعيدنا للمربع الأول وسوف تدعم بن همام في سعيه للوصول للمكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي، وسوف يستمر في منصبه الآسيوي وبأصوات عربية ما لم يتخلصوا من هذه النعرة الجاهلية ويدعموا الرجل المناسب في المكان المناسب، أما استمرارهم في منهجهم الذي يعتمد على دعم أي مرشح عربي مهما كان تواضع مستواه ومهما كانت شطحات عقليته ومهما كان الثمن مستقبلاً، فهذا دليل على أنهم ارتضوا الدونية والله المستعان.
بن همام تبجح أخيراً وهدد بكشف المستور فكيف نثق فيه وعنده أشياء يتستر عليها؟ وكيف ارتضى بالسكوت عن أشياء تخل بأمانة الكرسي الذي يتربع عليه؟ وكيف نمنحه الصوت العربي ولدينا من هو أكفأ منه سواءَ الشيخ سلمان آل خليفه أو أي منافس آخر، وإذا كان بن همام يهدد بلغته الفجة فسوف يعرف ثقل ووزن السعودية في شهر مايو المقبل، وستكون الضربة القاصمة في انتخابات الاتحاد الآسيوي 2011 وعليه الانتظار فقط.
أشياء ........ وأشياء
- بن همام تربع على الكرسي الآسيوي وتنكّر لمن دعموه وهمش العرب وتقرب من غرب القارة لأن العرب سوف يصوتون له بنعرتهم الجاهلية وما داموا مضمونين فلماذا يعيرهم اهتمامه؟
- بن همام قال في بيانه الكاذب ندين بشدة الانتقادات الموجّهة إلى لجنة التحكيم ورئيسها والحكام الآسيويين ونناشد الجميع احترام مبادئ الروح الرياضية، وقال إن سجل الحكم السنغافوري عبد البشير عبد الملك لا غبار عليه إطلاقاً.
- طبعه لا غبار عليه لأنه نفذ المطلوب منه بدقة متناهية والقادم أمرّ وأصعب.
- هل تأخر رد بن همام على تصريحات الأمير سلطان بن فهد خوفاً منه أم بحثاً عن أصوات غرب القارة؟ ولماذا صمت أكثر من شهرين ثم نطق قهراً؟ ولماذا تحدث قبل مباراة منتخبنا الهامة أمام كوريا الشمالية؟
- لن يسكت بن همام وجوقته إلا ترشيحنا لاسم سعودي قوي للمنصب الآسيوي والأمير نواف بن محمد قوي بمخزونه الرياضي الهائل وقوي بمميزاته القيادية الرائعة ننتظر إطلالته 2011 .
- طالبنا بتكريس تواجد الكوادر السعودية المميزة في الاتحاد القاري ولولا وجود الدكتور حافظ المدلج كان مرت علينا كذبة بن همام مرور الكرام وكان خسرنا علاقاتنا مع أعضاء المكتب التنفيذي الذين لا ذنب لهم في البيان.
- لدينا المهندس طارق التويجري وعادل البطي وفراس التركي ووجدي الطويل والدغيثر والخليوي وأحمد الخميس وعدد من الكوادر السعودية يجب الاستفادة من قدراتهم بزرعهم في مواقع صناعة القرار الآسيوي.
- على العرب والخليجيين بشكل خاص التخلص من عيب نعرتهم الجاهلية والتصويت للشخص المناسب مهما كانت جنسيته.
- أرجو أن تكون القيادة الرياضية السعودي قد تفهّمت إننا نواجه خصماً في الميدان وخصماً خفياً خارج الملعب فالنوايا واضحة ولعبة الكواليس لا نجيدها لكن لا بد من الحذر منها.
- يجب أن نواجه الآخرين بنفس الأسلحة فالوطن يستحق منا التضحية فهل وصلت الرسالة لقيادتنا الرياضية؟ نأمل ذلك.
- ليس القوي من يكسب الحرب دائماً وإنما الضعيف من يخسر السلام دائماً.
للتواصل
alhammadi384@hotmail.com