خالد الطويل
* لم أصدق كل ما شاهدته على الشاشة مساء الثلاثاء الماضي في مباراة الهلال والشباب التي قادها الحكم (عبدالرحمن الجروان) الذي - للأسف - يحمل الشارة الدولية ويعمل مدرساً في محافظة عنيزة وهي نفس المحافظة التي يعمل فيها الحكم السابق (يوسف العقيلي).
* الفريقان لا يلامان على ما حدث لأن الحكم (عبدالرحمن الجروان) هو الذي يلام أولاً وأخيرا عندما سمح أن تتحول المباراة إلى ساحة للضرب تحت الحزام وفوقه وبشكل لم يحاول الحكم إيقافه ببطاقاته الحمراء أو الصفراء، ولا أجد هنا تبريرا لتغاضي حكم (دولي) عن لعبات خشنة إلا أحد أمرين، أولهما أن هذا الحكم لا يدري أن هناك نصوصا في قانون كرة القدم تمنع الخشونة وتلك في تقديري مصيبة لأن الحكم لا يستحق في هذه الحالة أن يصبح (دولياً) بل لا يستحق أن يكون حكما لأي لعبة رياضية، وثانيهما أن الحكم لا يملك القدرة على اتخاذ القرار المناسب في ردع الألعاب الخشنة، وتلك مصيبة أعظم من الأولى لأن هذا معناه وجود خلل أكبر في لجنة الحكام (المهترئة) التي اختارت مثل هذا الحكم الضعيف لقيادة مثل هذه المباراة المهمة، فالمباراة تحولت في أغلب لحظاتها إلى جولات من الخشونة التي (طنشها) الحكم (عبدالرحمن الجروان) فلم يبترها أو يوقفها، حيث قدم لنا هذا الحكم ومساعدوه صورة لا تمت للرياضة بأي لون أو طعم أو رائحة ومثلوا جميعا دور المخرج للصورة المشوهة التي رأيناها على ساحة الملعب، الحكم (عبدالرحمن الجروان) لم ينجح مساء الثلاثاء مثلما لم ينجح في السابق فهذه إمكاناته وقدراته وفاقد الشيء لا يعطيه إلا أن إصرار لجنة الحكام على مثل هذه النماذج التحكيمية السيئة التي شاهدنا قلة عجزها في مباريات كثيرة ولعل آخرها مباراة الثلاثاء الماضي يقف دليلا واضحا لا يحتاج إلى نقاش حول عجز لجنة الحكام عن القيام بواجباتها وممارسة مسؤولياتها في تقديم نمط جيد من التحكيم السعودي أو في سلامة اختيار الحكام لمباريات مهمة مثل هذه، وعلى اعتماد لجنة الحكام على أسلوب (طقها وألحقها) حيث تخلو المعايير التي يتم من خلالها اختيار الحكام من العلمية الحديثة التي تتبعها كل الدول في هذا المجال التي تشمل اختبارات لقوة الشخصية والذكاء، ومدى تحمل الشخص الذي يزمع مزاولة التحكيم للضغوط المختلفة التي سيواجهها خلال المباريات، بل إن المجال مفتوح لكل من (هبّ ودبّ) لكي يصبح حكماً لكرة القدم المباريات الرسمية.
* لم تكن المشاهد الخشنة التي شاهدناها هذا الموسم مع حكام (طقها وألحقها) مفاجأة للمتابع الرياضي فبوجود حكام انتهت صلاحيتهم التحكيمية ظهرت الخشونة لتفرض نفسها، وكان لهؤلاء الحكام (الذين لا يملكون من مسمى التحكيم إلا لباسه الرسمي) دور في إعطاء انطباع مؤسف بأن مباريات الكرة السعودية هي عبارة عن جولات حرة من الانزلاقات الخطرة وضرب الأكواع والدخول المتعمد على المفاصل، وهذه الحالة مرشحة للاستمرار ما دام هناك في لجنة الحكام الرئيسية (ابوماجد عبدالله الناصر رئيسا وعبدالعزيز العيدان نائبا للرئيس ومحمد سعد بخيت مقررا) من يبرر الأخطاء بطريقة يغلب عليها محاولة الضحك على عقلية المتابع الرياضي بتبريرات واهية، ويجب هنا التحذير من نمط الإدارة الذي يقدمه رئيس لجنة الحكام وأعضاء لجنته والمتمثل في عدم قيامهم بالمسؤوليات المنوطة بهم والمتمثلة في رفع مستوى التحكيم السعودي وهو المستوى الذي أخجل كل محب للرياضة السعودية مساء الثلاثاء الماضي، وكذلك في الدفاع المستمر بمناسبة أو بدون مناسبة عن الحكام الذين أثبتوا مرة بعد أخرى فشلهم في قيادة المباريات وفشلهم في حماية اللاعبين من الخشونة والضرب والتهشيم في المباريات التي يقودونها، والتي تشهد بمباركة من لجنة الحكام اغتيال حقوق الأندية ومجهودات إداراتها التي تبذل الغالي والرخيص من أجل إعداد لاعبيها وفرقها.
* هذا هو الحكم (عبدالرحمن الجروان) لم يتبدل ولن يتغير، وهذه هي لجنة الحكام ستكابر حول كل ما حدث كعادتها، ليبقى التحكيم السعودي نتاجا سيئا للجنة سيئة، ولتبقى الأندية السعودية كالعادة هي التي تدفع الثمن حتى إشعار آخر، لا يهمني الهلال أو الشباب، ولا يهمني السعودي العنبر أو السويدي ويلهامسون، ما يهمني هو ألا تتهشم رؤوس اللاعبين ومفاصلهم وأربطتهم أو أن تصبح ملاعبنا مسارح للدماء والمآسي وأن يكون أسلوب الأكواع والدخول المتعمد على المفاصل والانزلاقات الخطرة منهجا للكرة السعودية، ولعل إشكالية الخشونة تكمن في أنه لا يمكن أن يكبحها إلا حكم شجاع، وهذا الحكم الشجاع غير متوفر في طاقم حكام لجنة الحكام الحالية أقول أخيرا قارنوا كيف يكون الانضباط السلوكي داخل الملعب حين يحضر الحكام غير السعوديين أصحاب العين الحارة والبطاقات الحاضرة، قارنوا ذلك مع الفوضى حين يقود المباراة حكام أمثال (عبدالرحمن الجروان).