قبل أيام قليلة من الشهر الماضي، دعيت من قبل معالي مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لحضور اللقاءات الثقافية العلمية التي نظمتها الجامعة ربطا مع المجتمع.
وأخذا بخدمته نحو تحقيق أهداف المؤسسات العليا التي تسعى في أول مهامها لكسر الحواجز بينها وبين المجتمع الأكبر بشرائحه المختلفة عن طريق تقريب خبرات المختصين من مجرى خبرات عامة الناس ليكون السبيل واضحاً لرغباتهم بما يحقق حاجاتهم.. وإن لم تضطلع الجامعات بمثل هذه المسؤولية فسوف تظل الحواجز قائمة ويصبح للجامعات صفة الأبراج العالية وثقافة النخب المختصة، وعند ذلك تنتفي أدوارها.. غير أن معالي الأخ القدير العزيز محمد بن علي العقلا في الجامعة الإسلامية التي يتسنم قيادتها قد فعَّل هذا الدور عن طرق عديدة لعل أولها الأنشطة المختصة ومن ثم العامة التي تنصب في تقديم ثقافة شاملة لمنسوبيها من طلبة وهيئات إدارية تنفيذية وفنية، أو هيئات تعليمية تجد في تنوع الخبرات التي تجتمع إليها على منابر حوار ومناقشة وتبادل معارفة وتجارب خير ما يفك حصار الجدية التي عادة ما يندمج فيها المختص فلا ما يمده بنسائم ترويح مفيد إلا هذه النشاطات العامة.
وتحديدا عندما يتم اختيار من يثرونها بخبراتهم من ذوي المعارف والتجارب والأدوار الفاعلة في مؤسسات المجتمع المختلفة فكيف إن كان الاختيار قد وافق الأهمية العامة، والأدوار الرئيسة، والمجالات الحيوية؟ إذ لاحظت أن تنوع برنامج الجامعة الثقافي لهذا العام قد استقطب شخصيات عندها ما تقول ولديها ما يؤثر، ومنها ما يضيف، وعندها ما يمكن أن يتفاعل معه المتلقون، في مجال التشريع، والإصلاح والتربية الدينية، وفي مجال الصحة العامة، وفي مجال الطب ومنجزاته، وفي مجال الاقتصاد وأدواره, بما عزز دور الجامعة ومن ثم أكد أن المشاريع الناجحة تحتاج لعقول مفكرة، لتكون بوتقة للعطاء ومن ثم الأخذ فالتفاعل..
كانت دعوة كريمة، وحضور مثر, لم يقتصر على ما وقفنا عليه من أفكار ورؤى فقط بل على من تعرفناهن من زميلات اختصاص أو تنوع خبرات, ومن وقفنا على أفكارهم ورؤاهم في صناعة المنجزات بما فيها أساليب التفاعل في خدمة الإنسان وفكره...
لعلها فرصة أهنئ بها الجامعة الإسلامية أن يديرها رجل مثل هذا يصنع من الثقافة العامة جسراً للمنجزات المختلفة على صعيد بناء الخبرات البشرية أو التخطيط للأبنية المؤسساتية الأخرى. فليبارك الله جهده ومن معه.