«الجزيرة» عبدالرحمن السريع
جرائمهم تنوعت ما بين قطع الطرق والسطو والسلب تحت تهديد السلاح واعتراض للحجاج والمعتمرين حتى بيوت الله لم تسلم من شرهم وسرقة السيارات والشاحنات على الخطوط الطويلة وإطلاق النار على كل من يحاول مقاومتهم وترويج المخدرات وانتحال صفة رجال الأمن..
جاء ذلك بعد متابعة وملاحقة مستمرة نجحت شرطة منطقة الرياض في الإطاحة بعصابة مكونة من ثمانية أشخاص ارتكبت العديد من الجرائم المتنوعة، من سطو مسلح وسرقة بالإكراه وحيازة أسلحة وإطلاق النار على رجال الأمن إضافة إلى انتحال صفة رجال الأمن وإقامة نقاط تفتيش وهمية بقصد السلب وتكسير زجاج السيارات وسرقتها وحيازة مخدرات.. إضافة إلى كونهم مطلوبين بقضايا ترويج مخدرات..
وقد بدأ تتبع خيوط القضية بعد تلقي مركز شرطة محافظة شقراء لبلاغ من أحد الوافدين الآسيويين عن حضور ثلاثة أشخاص له في المحطة التي يعمل بها والواقعة على بعد 45 كيلاً غرب محافظة شقراء في ساعة متأخرة من الليل.. وعندما اشتبه بوضعهم قاومهم واشتبكوا معه بالأيدي فقام أحدهم بإطلاق النار من سلاح رشاش كانوا يحملونه معهم، وكانت إحدى الطلقات قد وجهت تجاهه.. فخاف وسرقوا منه مبلغ 3500 ريال وجهازي جوال ثم فروا.. وفي نفس الليلة وردت عدة بلاغات لمركز شرطة محافظة شقراء عن تعرض مجموعة من السيارات التي تقف قرب المحطات الخارجية لتكسير زجاجها والسرقة منها.
وحدة البحث والتحري التابعة لمركز شرطة محافظة شقراء قد قامت بعمل مسح أمني شامل لحدود المحافظة وزرعت مجموعة من عناصرها السرية في الأماكن التي يحتمل أن يرتادها أولئك اللصوص.. وبالفعل شاهدت إحدى فرق التحري السرية المكلفة بمراقبة المنطقة سيارة مرسيدس (شبح) لونها ذهبي تتواجد على مقربة من إحدى المحطات الواقعة على طريق الحجاز القديم وتبعد عن المحافظة 25 كيلاً ثم توقفت ونزل منها شخص ومعه كشاف ليلي يدوي واتجه للسيارات الواقفة.. وعندما أحس بوجود فرقة التحري ارتكب الفرار باتجاه طريق الدوادمي ولكن أسقط في يدهم عندما وجدوا إحدى فرق دوريات الأمن التابعة لشرطة محافظة شقراء تتمركز هناك وتنتظرهم فحاولوا الإفلات وأطلقوا النار على رجال الأمن الذين قاموا بإطلاق النار على عجلات سيارتهم فعطلوها عن الحركة وتمت السيطرة على الشخصين اللذين كانا بداخلها وهما سعوديان أحدهما في العقد الرابع والثاني في منتصف العقد الثاني.. وبعد تفتيش السيارة عثر بداخلها على اثنين وعشرين حبة كبتاجون مخدرة وأربع جوالات ومجموعة مفاتيح وسكاكين وأجهزة نداء يدوية من نوع موتورولا.. وبالتحقيق المبدئي معهما ومحاصرتهما بالأسئلة ومواجهتهما بالأدلة والقضايا المقيدة ضد مجهول اعترفا بقيامهما بالسطو على إحدى المحطات الواقعة غرب محافظة شقراء باستخدام السلاح وسلبا مبلغاً من المال من العامل على سيارة كابرس سوداء تمت سرقتها من مدينة الرياض.. كما اعترفا بالعديد من الحوادث جاوزت تسعين جريمة متنوعة من قطع للطريق والسطو المسلح وإطلاق نار لترويع الآمنين والسلب وسرقة السيارات والسرقة منها وسرقة شاحنات إضافة إلى انتحال صفة رجال الأمن وإقامة نقاط تفتيش وهمية، وذلك في عدد من المناطق والمحافظات ومنها: الرياض القصيم حلبان طحى القويعية الجله مرات المزاحمية قصور المقبل ثادق حوطة سدير المجمعة شقراء الثمامة ملهم حريملاء القصب...
ومن أساليبهم التي اتخذوها قيامهم بمحاصرة أحد المساجد الواقع على أحد طرق السفر وإغلاق بابه الخارجي على أحد المسافرين الذي كان يؤدي الصلاة وقاموا بسرقة بضاعة من سيارته تجاوزت قيمتها عشرين ألف ريال، وعندما حاول الخروج من إحدى النوافذ قاموا بإطلاق النار تجاهه.. ولم يقف سلوكهم الإجرامي عند هذا الحد.. بل جاوزه إلى الاعتداء على سيارات الحجاج والمعتمرين الخليجيين وسرقة ممتلكاتهم أثناء خلودهم إلى الراحة في إحدى الاستراحات الواقعة على طريق القصيم الحجاز.. إضافة إلى قيامهم بتهديد أحدهم بالرشاش عندما وجدوه نائماً داخل سيارته وسرقوا ما معه من نقود وممتلكات..
وقد كشفت جهود التحقيق والتحري وجود خمسة شركاء لهما في أعمالهما الإجرامية.. مما دعا إلى متابعتهم من قبل أفراد البحث بمركز شرطة محافظة شقراء الذين تضافرت جهودهم مع جهود زملائهم في دوريات الأمن وقوة المهمات والواجبات الخاصة والبحث الجنائي..
وقد أبدى أفراد العصابة مقاومة شديدة لرجال الأمن وتبادل لإطلاق النار معهم.. لكن تمت السيطرة عليهم بعون من الله وتوفيقه.. حيث قبض عليهم في عدد من المدن والمحافظات.. وقد تبين أن المقبوض عليهم مطلوبون لإدارة مكافحة المخدرات بقضايا ترويج مخدرات..
ويذكر أن مدير شرطة منطقة الرياض اللواء عبدالله الشهراني الذي أشرف بنفسه على سير عمل الفرق الميدانية أثناء عمليات التحري والقبض وجه جهة التحقيق بمركز شرطة محافظة شقراء باستمرار التوسع بالتحقيقات مع المقبوض عليهم، وذلك لكشف المزيد من القضايا التي ارتكبوها.. ومعرفة دور كل منهم في تلك القضايا.. والاستدلال على أماكن تلك القضايا والمسروقات.. وحصر البلاغات المرتكبة بنفس الأساليب التي اتبعوها في تنفيذ جرائمهم.. وللتعرف على أي أساليب جديدة.. وسيحال الجناة إلى الجهات القضائية المختصة بعد انتهاء التحقيق معهم في الجرائم الجنائية وبعد إحالتهم إلى جهات الاختصاص بخصوص حيازتهم للمخدرات.