أثار نشر إحدى الجامعات العربية لدراسة علمية حديثة حول نسب مشاهدة البرامج التلفزيونية عند المشاهد العربي إلى بروز تساؤلات كثيرة حول مصداقية ما تقوم بنشره وإعلانه بعض المراكز المتخصصة في قياس المشاهدة التلفزيونية. هذه الدراسة كشفت عن مفارقات كبيرة في النتائج بينها وبين ما تعلنه بعض هذه المراكز عن ذات الموضوع والتي لها ارتباط مباشر ومصلحة واضحة في ترشيح أو عدم ترشيح أعمال بعينها.
وبدون شك هناك صراع حقيقي وقوي يدور بين وسائل الإعلام العربية بكافة قنواتها المقروءة والمسموعة والمرئية وذلك من أجل الفوز بحصة الأسد في كعكة الإعلانات التجارية وفي سبيل ذلك تلجأ بعض وسائل الإعلام العربية إلى الاستعانة بخدمات وكالات متخصصة في رصد حجم المشاهدة الجماهيرية للبرامج التلفزيونية، وهذه الأبحاث التي يتم إجراؤها لرصد معدلات المشاهدة الجماهيرية ونشرها بعد ذلك أمام الجمهور تهدف في واقع الأمر إلى توجيه السوق الإعلانية نحو محطة بعينها أو نحو برنامج معين حتى وإن كانت هذه المعلومات والدراسات غير حقيقية.
وإزاء هذا الواقع المؤسف والذي كشفت ألاعيبه هذه الدراسة العلمية المحايدة تدفعنا إلى اقتراح تبني الأجهزة الإعلامية العربية لإنشاء جهاز علمي محايد تشترك فيه وتستفيد من خدماته كافة وسائل الإعلام العربية وإذا تعذر تحقيق هذا الأمر فما الذي يمنع من إيكال الأمر إلى إحدى الجامعات العربية والتي عادة لا تكون لها مصلحة في التأثير على نزاهة وصدقية الأبحاث التي تقوم بها والتي يتم جمع بياناتها ورصدها لنسب المشاهدة الجماهيرية العربية للبرامج التلفزيونية وذلك بأمل أن تقوم هذه الجهة العلمية المحايدة بمباشرة تقصي ومتابعة معدلات نسب المشاهدة العربية للقنوات الفضائية وذلك بهدف تقديم معلومات وإحصاءات وأرقام حقيقية وصادقة بعيداً عن أساليب الخداع والتظليل التي قد تقوم بها إحدى مراكز قياس حجم المشاهدة التلفزيونية بهدف أن تسهم هذه المعلومات في توجيه المشاهد العربي إلى أخذ قراراته في مشاهدة هذه القناة أو ذلك البرنامج وفقاً لمعطيات الواقع الحقيقية.
مستشار إعلامي
malmadi777@yahoo.com