على الرغم من أن القرارات التي أصدرها الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) - أثناء خطابه الذي ألقاه في حفل تنصيبه قبل أيام - تعتبر قرارات إيجابية، كقرار تعليق المحاكمات في (جوانتانامو) والذي ما زال مئات المعتقلين محتجزين فيه دون توجيه أية تهمة رسمية إليهم، ....
.....مما ألحق ضرراً كبيراً بصورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأسرة الدولية. وكقرار تعيينه مبعوثاً للشرق الأوسط يدعى (جورج ميتشل) والذي يعرف باعتداله.
إلا أن السياسات العامة للولايات المتحدة الأمريكية ستبقى كما هي، وسيبقى (باراك أوباما) محكوماً بكثير من الأمور التي تجري في العالم، لأن السياسات الخارجية الأمريكية تصنعها مراكز الدراسات الإستراتيجية الكونية، وهي التي تسيطر على صنع القرار بحسب المصالح.
من جانب آخر، فإن استمرار سياسة (باراك أوباما) في أفغانستان وباكستان التي أعلن عنها حين صرح بأن الاهتمام يجب أن ينصب بكل قوة على أفغانستان وباكستان، والقضاء على تنظيم القاعدة والقبض على ابن لادن، هي في الحقيقة استمرار لسياسة سلفه (جورج بوش).
فكانت الغارة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على منطقة القبائل الباكستانية مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى، وذلك بعد تولي الرئيس الجديد السلطة بأيام.
صحيح أن (باراك أوباما) دعا للخروج من العراق بعد فشل السياسة الأمريكية هناك، إلا أن الإبقاء على وجود القوات الأمريكية موزعين على أكثر من (400) قاعدة عسكرية أمر في غاية الأهمية تراهن عليه أمريكا في المرحلة القادمة لتحقيق أهدافها.
أما بخصوص القضية الفلسطينية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تفخر بأنها الحليف الأقرب والصديق الأكبر لأمة أنشئت وطناً لشعب الله المختار، أمة ناضلت بلا كلل من أجل السلام والحرية - كما يزعمون- وهي الضامن الأكبر والأهم لأمن إسرائيل، حيث بلغت المساعدات الخارجية الأمريكية العام الماضي أكثر من (2.4) مليار دولار. وستقدم صادرات عسكرية تتجاوز قيمتها (30) بليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة، مع ضمان نوعيات وأجيال جديدة من الأسلحة تتيح لها التفوق على كل الدول العربية مجتمعة.
الرسالة التي أردت إيصالها في هذا المقال، هي: أن طريقة تفكيرنا يجب أن تتغير دون أن نغلب العاطفة على العقل، وألا نخضع لضغط الواقع وإحباطه، بل نسير بخطى ثابتة. وألا نعلق آمالاً كبيرة على (باراك أوباما) فهو لن يحدث في نهاية المطاف أي تغييرات جذرية.
drsasq@gmail.com