ثورة (الإعلام الاجتماعي) social media انطلقت وبدأت تسحب البساط من تحت الإعلام التقليدي.. هذا هو الحدث الكبير الذي يحدث دويا هائلا في الحياة العامة في السنوات القليلة الماضية..
فكما يبدو ان الإعلام الاجتماعي سيكون هو إعلام القرن الحادي والعشرين.. وللتوضيح فإن مفهوم الإعلام الاجتماعي هو عبارة عن شبكات اجتماعية بها أعضاء من مختلف دول العالم، وتهدف إلى ربطهم والتعارف بينهم حسب التخصص، والمكان، وطبيعة الأهداف الخاصة والاهتمامات..
تشير أحدث إحصائية عن الشبكات الاجتماعية الأكثر هيمنة في العالم إلى ان أكبر 20 شبكة انترنت اجتماعية يصل عدد مستخدميها إلى اكثر من 700 مليون مستخدم من كافة دول العالم.. وفيما يلي استعراض أهم هذه الشبكات:
- شبكة بلوجر Blogger وهي حسب الإحصاءات الحديثة من أكبر الشبكات، حيث يصل مستخدموها إلى 222 مليون مستخدم.. وكانت هذ الشبكة قد بدأت عام 1999م من خلال شركة بيرا لاب Pyra Lab والتي اشترتها جوجل فيما بعد.. وهي شبكة تشترك فيها المدونات الشخصية، وأصبح هذا الموقع مرجعا لأصحاب المدونات الشخصية في العالم..
- ماي سبيس MySpace وهذه الشبكة تشتمل على بروفايلات شخصية، وصور، وموسيقى، ومجموعات بريدية، ومدونات شخصية.. ويقع المركز الرئيسي في بيفرلي هيلز بكاليفورنيا. ويمتلك هذه الشركة موردوخ من خلال شركته العالمية نيوز كوربوريشن News Corporation.. وقد وصل عدد مستخدمي هذه الشبكة إلى 126 مليون مستخدم.. وفي العام الماضي استحوذت شركة فيس بوك على هذه الشركة..
بوك Facebook.. كان أحد طلاب جامعة هارفارد مارك زوكربيج Mark Zucherberg هو الذي أسس هذه الشركة عام 2004م عندما كان طالبا في السنة الثانية.. وكانت الشبكة حصرية على طلاب الجامعة، وخلال اربعة أشهر استطاعت ان تجذب نصف طلاب الدراسات الجامعية بهارفارد.. ولكن فتح المجال بعد ذلك لجامعات ستانفور وكولومبيا وييل.. وأخيرا لجميع طلاب الجامعات الأمريكية والكندية.. ثم انتقل مقرها إلى بالو التو في المدينة التي تقع فيها جامعة سنانفورد بكاليفورنيا.. وخلال فترة قصيرة امتدت الخدمات لتشمل طلاب ثانويات التعليم العام في الولايات المتحدة الأمريكية.. ثم امتدت الخدمة لموظفي شركات كبرى مثل IBM وابل Apple وغيرها من الشركات.. ثم بعد ذلك فتحت لعامة الناس ممن لا يقل عمره عن 13 عاما.. ويصل عدد مستخدمي فيس بوك أكثر من 200 مليون مستخدم من مختلف دول العالم.
- وهناك شركات أخرى يمكن فقط استعراض أسمائها مثل وورد برس wordpress التي تمتلك 114 مليون مستخدم، وويندوس لايف سبيسس Windows Live Spaces التي تمتلك 87 مليون مستخدم.. وياهو جيوسيتيز Yahoo Geocities والتي تمتلك 69 مليون مستخدم.. كما هناك شركات أقل مثل فليكر Flickr وهاي فايف Hi5 الخ..
وعلى الرغم من المشاكل اللا أخلاقية التي قد تتسم بها مثل هذه المواقع، حيث إنها اقفلت في بعض الدول لأسباب سياسية أو اجتماعية مثل الباكستان وتركيا، إلا أنها اصبحت واقعا ملموسا مؤثرا على الحياة العامة والحياة الشخصية لمئات الملايين من الأشخاص في كل أنحاء العالم..
وفي دراسة حديثة في مارس 2008م على 17 ألف مستخدم من مستخدمي الانترنت أشارت الدراسة التي طبقت على 29 دولة إلى ان وسائل الإعلام الاجتماعي أصبحت مصدرا للإعلام والمعلومات أكثر أهمية من الإعلام التقليدي (الإذاعة والتلفزيون والصحافة).. كما تشير بعض النتائج إلى أن:
- 83% من المستخدمين يتابعون لقطات الفيديو على الانترنت.
- 55% سبق ان شاركوا في تبادل صور شخصية.
- 22% سبق أن شاركوا في تبادل فيديو شخصي.
ومن اللافت ان الأسواق الأكثر شعبية لشبكات الإعلام الاجتماعي هي الفلبين والمجر وبولندا.. وتعبر الصين الدولة الأكثر في المدونات الشخصية، حيث تزيد عن 42 مليون مدونة شخصية.. وفي الولايات المتحدة وصلت المدونات فيها إلى أكثر من 26 مليونا..
ولا شك أن هذه الشبكات الاجتماعية التي تهدف في الأساس للتعارف إلا أنها تقدم معلومات وأخبارا وأفكارا وصورا ولقطات فيديو كثيرة يتم تبادلها بين أصدقاء الشبكة العنكبوتية.. وتوفر مثل هذه المواقع بدائل سريعة ومختصرة ومركزة في اهتمام الأشخاص. ولم تعد - لنسبة كبيرة من المستخدمين - وسائل الإعلام التقليدية المعروفة مثل الصحافة والتلفزيون محط اهتمام الناس.. وخلال السنوات والعقود القادمة قد تتعرض هذه الوسائل إلى إمكانية السقوط.. إضافة إلى أنه في خضم التفاعل الإلكتروني يحدث تأثير أشخاص على أشخاص، وثقافات على ثقافات في هذه المجموعات الهائلة من الكتل البشرية في جميع مناطق العالم..
المشرف على كرسي صحيفة (الجزيرة) للصحافة الدولية
أستاذ الإعلام المشارك بجامعة الملك سعود
alkarni@ksu.edu.sa