Al Jazirah NewsPaper Wednesday  04/02/2009 G Issue 13278
الاربعاء 09 صفر 1430   العدد  13278
تاريخ جديد في الخطاب السياسي العربي
مها بنت حليم

 

لم تكن لحظة عادية تلك التي تزامنت مع كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة) التي عقدت في الكويت خلال الأيام الماضية، فقد قلبت تلك الكلمة تاريخ الخطابات السياسية العربية بصدقها وجديتها. لم يكن مستغربا ردود أفعالها الإيجابية التي ظهرت أولا في التعليق الذي قاله الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة رئيس تلك القمة. كانت تلك الكلمة السياسية الصادقة تمثل تماما الشخصية الصادقة التي يملكها الملك عبد الله بن عبد العزيز دون أي نقصان، فهذا هو خادم الحرمين الشريفين منذ أن عرفه الوطن ومنذ أول منصب قيادي يتسلمه فهو لا يقدم شيئا فوق صدق التعامل ووضوح المبدأ، وهذا ما يفسر مطالبته في أول كلمة منها بنتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادي (إننا نأمل ومعنا شعوب الأمة العربية في نتائج واضحة لهذه القمة الاقتصادية تبشر بمستقبل من الأمن والرخاء للمواطن العربي والمسلم في كل مكان - إن شاء الله -)، كان خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يعرف أن شعوب الأمة العربية تعقد عليه الأمل بعد الله سبحانه وتعالى وتنظر إليه كقائد عربي و إسلامي حمل على عاتقه إخراج الأمة العربية والإسلامية إلى مستوى أرقى واصدق في معالجة الأزمات التي بدأت تتكالب على العرب والمسلمين نتيجة عدم توحيد صفوفهم وكلمتهم، ألقى خادم الحرمين الشريفين في تلك القمة خطابا سياسيا نقل به الخطاب السياسي العربي إلى مرحلة أكثر صدقا وتطورا، وسيسهم هذا الخطاب في خلق لغة خطاب سياسية جديدة بين الحكام العرب وشعوبهم، تحدث خادم الحرمين الشريفين في تلك القمة فكان على قدر الثقة التي أعطتها إياه الشعوب العربية والإسلامية، خطاب سياسي صادق أتى في وقته المناسب حيث سمى الأشياء بأسمائها الحقيقية ولم يترك للتأويل شيئاً قيد أنملة، شخّص المرض وذكر علاجه، لم يتحدث أي حاكم عربي كما تحدث خادم الحرمين الشريفين بهذه الجرأة والمصداقية والرغبة الجازمة في تأسيس وطن عربي متصالح ينعم بالرخاء بعيدا عن الفرقة والمزايدات الزائفة، إنها كلمة خرجت من القلب وما يخرج من القلب سيصل إلى قلوب الآخرين لا محالة، ولم يكن مستغربا تهافت اغلب الحكام العرب للسلام على خادم الحرمين الشريفين بعد خروجه من مؤتمر القمة، كان مشهد التجمع العربي حول خادم الحرمين الشريفين بعد إلقاء كلمته دلالة واضحة على مدى تأثيرها بشكل مباشر في الحكام العرب كما كان تأثيرها أيضاً في الشعوب العربية التي استقبلت هذا المشهد بتفاؤل، لا مبالغة حين تقول عنه انه التفاؤل الذي لم نشعر بمثله منذ سنوات طويلة، فقد أعاد إلينا الأمل الكبير بوحدة صف عربية مبنية على الصدق مع النفس، هذا هو خادم الحرمين الشريفين حين يتحدث فهو لا يداهن ولا يخشى في الحق لومة لائم.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد