حدثني ابن متابع عن أبيه عن جده قال يا بُني انه سيأتي في آخر الزمان يمر على الشعر سنين هالكة يستغل بها الشعر شر استغلال ويصبح عرضة للقيل والقال، يتآمر عليه المتآمرون وينتشر به الغث ويكثر فيه الفاسد، قلت كيف ذلك، قال يكون فيه الشعراء أكثر من سكان الأرض الأصليين ويظهر شعراء كزبد البحر ويتوارى أصحاب الشعر الجزل السمين، فقلت له وكيف يكون ذلك، فقال يتنافس المتنافسون على قوله ومن لا يستطيع قوله يشتريه بماله من هذا وذاك، فأصبح عندنا شاعر واحد لكل ثلاثة مشترين، هذا غير الذين يكتبون بأسماء مستعارة وأحيانا يكتب باسمين واحد للمدح والشحاذة والثاني للسب والعيارة. ثم قال وسيأتي يا بُني زمان يظهر فيه لكل قبيلة قناة خاصة، قلت وكيف ذلك قال قناتها التي لا تُظهر سوى أخبارها ومزاين إبلها ومحاورة شعرائها وسب واستنقاص جيرانها من القبائل الثانية، قلت ثم ماذا قال سيأتي اختراع جديد يقال له الانترنت يكثر به الهرج والمرج تحرف به قصائد الأوائل، ويسرق بعضهم قصائد بعض ينشر به الهابط ويمجد (المُهايط)، فقلت زدني متعك الله بالصحة والعافية قال وستبعث النعرة الجاهلية من جديد وستوقد القلوب بنيران لها قيح وصديد قلت والعياذ بالله وكيف ذلك قال ستظهر مسابقات شعرية تثير النعرة القبلية وتشفط فلوس عقول غبية حتى ولو كان قصيد شاعرهم مجبر بألف جبر ومدح نفسه وبغيره هزئ واستهتر، وفي هذه المسابقات سيعملون على إخراج المرأة من بيتها مسترجلة أمام الرجال رافعة صوتها وخارجة عن فطرتها التي فطرها الله عليها وليتها كانت في ساحة قتال ولكن في ساحة فن وجدال، فالمشاهدون لا يعون ما تقول بقدر ما يحدقون بجسدها ويتغامزون، فأطرق رأسه قليلاً ثم قال وسيخصص للشعر مجلات يمتلكها أناس استغلوا اسم الشعر وجعلوه مطية لتحقيق أهدافهم المادية وأحلامهم الوردية، وفرصة ليمجد بها نفسه وينقل أخبار أمسياته وأسفاره والبقية الباقية لشعراء سطحيين وصور غلاف لفتاة خليعة ساقطعة ومقالات هابطة، قال ثم مسك بيدي وقال: فإذا أدركت هذا الزمان عليك يا بني بالعزلة لا تجالسهم ولا تشاركهم في ذبح الشعر وإهدار دمه فإنك آثم لا محالة وستلحقك الذمة والملامة.