يوم الثلاثاء القادم سوف نقوم وإياكم باستضافة فخامة رئيس الجمهورية التركية السيد عبدالله جول. وأشعر بسعادة غامرة من أن هذه الزيارة الميمونة تتوج الزيارات العديدة على مستوى رئيس الوزراء والوزراء أثناء فترة عملي بالمملكة.
إن هذه الزيارات تعكس ما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من مستوى رفيع.
في هذا السياق، يشرفني أن أتوجه بالشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين لما له من فضل كبير في تعزيز هذه العلاقات.
إننا نبذل كل ما في وسعنا ليدرك الشعبان كنه العلاقات التركية السعودية المتأصلة جذورها في أعماق التأريخ. وسوف تبقى هذه العلاقات إرثاً غنياً للأجيال القادمة بفضل معرفة الشعبين ببعضهما بصورة جيدة. إن العلاقات التجارية مستمرة في التطور يوما بعد يوم. وإننا نتطلع إلى تحديد أهداف جديدة لحجم التبادل التجاري البالغ خمسة مليارات دولار أمريكي في الوقت الحاضر. من الضروري سرعة اتخاذ التدابير الكفيلة بتحقيق الإمكانات التجارية الفعلية للبلدين القريبين من بعضهما ذات أنشطة اقتصادية مكملة لبعضها البعض.
في هذا الإطار، نزمع في الأشهر القليلة القادمة فتح مكاتب تجارية تركية في كل من مدينتي الرياض وجدة، بالإضافة إلى فرع لزراعت بنكاسي التي تعتبر من أكبر البنوك التركية في مدينة جدة.
هنالك العديد من العوامل الأخرى لتقارب وترابط شعبينا.
على سبيل المثال لا الحصر تواجد آلاف المواطنين الأتراك في المملكة، تزايد عدد الحجاج والمعتمرين الأتراك عاما بعد عام، زيادة عدد رحلات الخطوط الجوية التركية من الرياض وجدة والمدينة المنورة إلى إسطنبول، زيادة عدد السياح السعوديين إلى تركيا بفضل تسهيل عملية التأشيرات، الأنشطة الثقافية، زيادة الإقبال على متابعة المسلسلات التركية.. إلخ.
إن تركيا والمملكة تتقاسمان القضايا والأحداث أيضاً. حيث إن لكلا البلدين الأسبقية في مبادرات تأسيس حوار الحضارات وحوار الأديان. ولهما مصالح مشتركة في مكافحة الإرهاب، حيث يقوم كلا البلدين بذلك على أكمل وجه. ويتقاسمان مصير الأشقاء الفلسطينيين لتخفيف محنتهم. ويتعاونان بفاعلية ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي لتحقيق وحدة وسلامة العالم الإسلامي. هذه أمثلة قليلة فقط على التعاون القائم بين البلدين في المحافل الدولية والإقليمية. إن تركيا والمملكة العربية السعودية دولتان كبيرتان في المنطقة، ويتحتم عليهما تطوير علاقاتهما التأريخية إلى أعلى المستويات لتتأقلم مع العصر الحديث. وكلنا ثقة في قابليتنا لتطوير العلاقات الحالية إلى أعلى المستويات في المستقبل لخدمة مصالحنا المشتركة.
إن الزيارات الرفيعة المستوى تتيح الفرصة لتقارب البلدين ومعرفة بعضهما ببعض.
ونتطلع إلى زيارة فخامة رئيس الجمهورية لما لها من أهمية في تعريف الشعب السعودي بتركيا. بمناسبة زيارة فخامة رئيس الجمهورية، أود أن أعرب عن عظيم شكرى وامتناني للشعب السعودي الذي لم يبخل بجوده وكرم ضيافته منذ أول يوم وصلت فيه إلى المملكة.