ترفلين في جراحك حين يولول الموهومون بالجراح...
تنصبين قامتك الفارهة للشمس حين تتوارى قاماتهم القصيرة عن ومضة ضوء..
تطلين بعنفوان صدقك حين يتلكأون في خيبة كذبهم..
تنهضين على ساعديك وجيبك خاوٍ بعمار جنانك.. فيما يسلبون خيراتك ليستروا خواءهم...
بعد آخر استلاب عركتِ فيه أنوفهم.. وأحاطوك بجنازيرهم الوقادة.. لم يضعوك السبية في زنزانة..
بل انطلقت لكل بيت , ولكل شارع, وبين كل اثنين, وعلى كل منبر , ومع كل تصبيحة شمس واستكانتها..
حديث النشوة بقوّتك.. والاعتراف بحريتك , والتصاغر أمام عزّتك...
ألست من فيك موطئ الإسراء للسماء..؟
ألست قبلة الأمناء في الأرض..؟
لستِ سجينة وإن كنتِ ....
كما إنكِ لست غير الرمح المنصوب في قمة الحق.. حين تهف ريح الباطل لا دروع تقي المتحصنين بالجُدُرِ لا يقوون مواجهة شمس حقك ولا نور حريتك.. حين هي حرية القلب التي تمنح القوة ما عاش لها مبدأ وما كانت بوصلة درب..
سجينة لكن المنافذ كلها تتجه لكِ... سجينة غير أنّ سجّانيك وحدهم في هلع أقفالهم.. وحذر قضبانهم...
غزة.. ها هو التنقيب فيك شهادة إرثك وتاريخك..
هاهو حقك مضمر في صحف الوفاء لك..
هاهو القول في شأنك ناطقة به الدنيا وإن انكفأت فيها آنيات الطبخات الخفية...
طوق سجنك أحزمة حسرات تطوق سجّانيك...
غزة ابقي في الشمس واقفة.. وكوني في براح الحق رافلة.. واسقي من نبع صبرك ما يديم جلد السوار الذي تحيطك به دعوات القلوب ونبضات الإحساس وألسنة لن تجف محابرها في الإشادة ببطولتك..