القاهرة - محمد العجمي
حذرت ندوة مصرفية عربية من تداعيات الأزمة المالية العالمية على المصارف العربية، مشيرة إلى أن الأزمة ربما تؤدي إلى زيادة حالات التعثر في البنوك نتيجة لعدم قدرة الشركات على سداد التزاماتها للبنوك خلال المرحلة القادمة.
وأوضحت الندوة التي نظمها اتحاد المصارف العربية عن مخاطر الائتمان المصرفي أن الاقتصاد العربي (هش) ولن يستطيع الخروج من تداعيات الأزمة المالية بسهولة، خاصة وأن حجم المشتقات في العالم يصل إلى 668 تريليون دولار أي نحو 16 ضعف إجمالي الدخول القومية عالمياً، حيث يبلغ حجم الناتج العالمي 54 مليار دولار، وهو ما يشير إلى استمرار الأزمة المالية.
وأكد الدكتور نبيل زكي الخبير المصرفي ومستشار عدد من البنوك الأمريكية واليابانية، أن الفترة القادمة ستشهد أزمة طاحنة وخارجة عن قدرة أي دولة، مما يتطلب على الجهاز المصرفي الحذر وعدم التهوين من الأزمة. وأشار إلى أن البنوك العربية يمكن أن تشهد موجة جديدة من التعثر نتيجة للأزمة وتأثيرها على مختلف القطاعات الاقتصادية التي تتعامل مع البنوك مستبعداً إفلاس بنوك عربية، مطالباً بتطبيق معايير بازل وقياس وإدارة المخاطر المختلفة.
وقال زكي إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أخطأت عندما تركت بنك ليمان برازرز يفلس وهو من أكبر البنوك الأمريكية، حيث تبلغ أصوله نحو 760 مليار دولار. وانتقد عدم إعادة هيكلة شركات الشرق الأوسط بشكل كفء يعيدها إلى النجاح والإنتاج، مشيراً إلى ضرورة فهم العمل بالمشتقات المالية لأنها ليست (بعبع).
وأضاف: الاقتصاد لن يتعافي من الأزمة قبل ثلاثة اعوام، وسيكون الاقتصاد الأمريكي المرشح الأول للتعافي من الأزمة، في حين تتأخر باقي الدول. وقال إن من يعتقد أن الأسواق العربية ومنطقة الشرق الأوسط بعيدة عن الأزمة المالية العالمية مخطئ، متوقعاً تأثر البنوك المصرية بالأزمة لتراجع أرباح الشركات مما يسهم في إيجاد حلقة جديدة من التعثر وعدم سداد الديون.
وتابع زكي: البورصات العربية انخفضت بشكل يفوق البورصة الأمريكية صاحبة الأزمة، حيث انخفضت البورصة المصرية بنهاية العام الماضي بنحو 56% بينما لم تسجل البورصة الأمريكية انخفاضاً سوى 32%، بينما انخفضت سوق دبي بنسبة 72%.
من جانبه أكد الدكتور فؤاد شاكر الأمين العام لاتحاد المصارف العربية أهمية الإدارة السليمة للمخاطر بجميع أنواعها في البنوك، وهو ما أفرزته الأزمة المالية العالمية، خاصة مخاطر الائتمان والسوق، مشيراً إلى التطورات الدراماتيكية التي شهدتها الصناعة المصرفية خلال الآونة الأخيرة، خاصة سوق الائتمان العقاري.
وأشار إلى السبق الذي حققته البنوك العربية في تحرير تجارة الخدمات، مؤكداً ضرورة إنجاز مشاريع أخرى عربية منها ربط السكك الحديدية والربط الكهربائي والتنمية الزراعية.