بغداد – وكالات:
استكملت السلطات العراقية استعداداتها كي يتسنى لما يزيد على 15 مليون عراقي وضع بطاقات الاقتراع في انتخابات مجالس المحافظات اليوم السبت لحسم الجدل المحتدم في البلاد منذ أكثر من شهر لتشكيل حكومات محلية جديدة تتمتع بصلاحيات واسعة وتحت تصرفاتها ميزانيات ضخمة لم يسبق أن خصصت لمدينة عراقية مثلها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي.
وسيدلي العراقيون بأصواتهم في انتخابات فريدة من نوعها في العراق من جميع الجوانب، كعدد مرشحيها الذي وصل إلى 14431 وناخبين تجاوز عددهم 15 مليون ناخب، ومراقبين دوليين ومحليين اقترب عددهم من 800 ألف مراقب وميزانيات ضخمة للغاية أنفقت على وسائل الدعاية والحملات الانتخابية التي غطت الشوارع الرئيسية والساحات العامة والحواجز الأسمنتية والجسور والأنفاق، بل وصل بالبعض أن أطلق بالونات ومناطيد في الهواء للتعريف بمرشحي قوائمهم.
كما شهدت الحملات الدعائية أكبر تجمعات للمرشحين في مشاهد غير مألوفة للعراقيين في مرحلة ما بعد الإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين حيث يتجمع الجمهور في أماكن متعددة في نفس اليوم في المدن لاستقبال زعماء العراق الكبار مثل رئيس الحكومة نوري المالكي ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم ورئيسي الحكومة السابقين إبراهيم الجعفري وإياد علاوي ونائبي الرئيس عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي في كرنفالات جماهيرية غير مسبوقة. واستغل مرشحون آخرون خدمات الرسائل القصيرة عبر أجهزة المحمول لإيصال أصواتهم ودعواتهم إلى الناخبين لكسب ودهم ودعوتهم للمشاركة في الانتخابات والتصويت لصالحهم. وأعطى التحسن والاستقرار الأمني في أرجاء البلاد فرصة لجميع المتنافسين لإقامة ندوات جماهيرية واحتفالات وولائم طعام والتحرك لتقديم الهدايا وشراء أصوات الناخبين بشكل علني وفي وضح النهار فيما طافت سيارات وهي تحمل صور المرشحين ولافتات في الشوارع لكسب تأييد الناخبين.
وأبرز ما يميز الانتخابات المقبلة هي ارتفاع حمى المنافسة بشكل مثير حيث اشترك جميع العراقيين فيها من شتى الطوائف والقوميات والأديان والأقليات على عكس الانتخابات التي جرت عام 2005، حيث عزفت تيارات عديدة عن المشاركة مما أثار مخاوف الكثير من المرشحين إزاء إمكانية حدوث حالات تزوير في الانتخابات وخاصة في المراكز الانتخابية البعيدة عن الأنظار في القرى والمناطق الريفية البعيدة عن أعين المراقبين أو ربما لا يستطيع المراقبون الوصول إليها وتكثيف تواجدهم في المراكز القريبة وخاصة في مراكز المدن.
وسيخضب الناخبون العراقيون يوم الانتخاب أصابعهم بحبر لا يزول منها إلا بعد أيام من أجل ضمان مصداقية الانتخابات ومنع حالات التزوير فضلا عن أن مفوضية الانتخابات والمراقبين المحليين والدوليين سيحاولون السيطرة على أي مخالفة قد تحدث هنا أو هناك.
وأوضح رعد الربيعي (40 عاما) وهو ضابط في الجيش العراقي قائلا: (أعتقد أن المشاركة الواسعة لجميع الأطياف في الانتخابات ستؤدي إلى اضمحلال حالة العنف وكسر شوكة القاعدة والجماعات المسلحة وبالتالي ستمهد هذه الانتخابات لحالة جديدة ستؤدي إلى المشاركة الواسعة في بناء العراق خاصة أننا أمام حكومات محلية تملك صلاحيات وميزانيات كبيرة).