ربما تكون من حكايات التندر التي يتداولها (المتورطون) في الكتابة؛ حين استشهد أحدهم بالأثر المعروف (اطلبوا العلم ولو في الصين) فوجده مضافاً إليه (الوطنيّة)؛ فقد كانت العلاقات مع الصين الشعبيّة مقطوعة ولا يجوز - في نظر الرقيب - طلب العلم فيها حتى في الأمثال!
* ومن المتواتر ما رواه الأستاذ عبد الله عبد الجبار 1919 - في (الجزء الأول من التيارات) عن رقيب (أم القرى) الذي أضاف إلى الشطر الثاني في نص شعري موزون مقفى للشاعر الراحل أحمد بن إبراهيم الغزاوي 1901-1981م عبارة (إن شاء الله تعالى)؛ إذ أراد البيت معلقاً لا مطلقاً!
* وثَمَّ حكايات مشابهة موثقة، ولا يكادُ كاتب ذو مشروع فكري وسياسي واجتماعي مستقل يسلم من تداخلات الرقيب، رغم اضطرار بعضهم إلى توظيف الرمز والمداورة والالتفاف كي تضاء لكلماته الإشارة الخضراء.
* استنار الرقيب الرسمي، أو ربما تخفف من أعباء المساءلات؛ ليظهر الرقيب الشعبي الذي يقرأ بمزاجه ونفسيته وانتمائه وخلفيته الاجتماعية والثقافية، ويظن أن بإمكانه أطْر الكُتّاب والتوجهات وفقاً لرؤيته ورغبته، ويبدأ في تصنيف الناس والمواقف وأدلجة أعمالهم المنشورة تبعاً لذلك.
* ومع أن حامل القلم أو صاحب الفكر لم يعودا محكومين بمنفذ واحد، وبإمكانهما قول ما يشاءان كما يشاءان عبر المنابر المختلفة وبالأخص التقنية منها، غير أن هذا لا يعني عدم الالتفات إلى الشريحة الشعبية العريضة التي لم تتجاوز تأثير البيئة وأحكامها وتحكماتها، لتبقى الاختلافاتُ الحادة التي تطرأ أحياناً علامة صحة إذا وظّفناها بوعي تاريخي ومرحلي للانتقال من التكفير إلى التفكير، ومن الممنوع إلى المسموع.
* كنا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وسنكون في معرض الرياض، ومهما اشتد الرقيب هنا أو تسامح هناك فلا فرق إذْ سيصل الناس رغم الإشارة الحمراء.
* الرقيب حضور غائب.
Ibrturkia@hotmail.com