في صبيحة أحد الأيام، وفي جريدة ظهر هذا الإعلان: (أرسل إلي دولارا) وذكر صاحب الإعلان اسمه وعنوانه كاملاً وألقى الناس على هذا الإعلان نظرة عابرة ثم نسوا أمره.
ومضت أيام ثم عاد صاحب الإعلان فنشر إعلاناً جديداً هذا نصه: (ليس أمامك غير شهر واحد لكي ترسل إلي دولارا) وعاد فذكر اسمه وعنوانه مرة أخرى وأثار هذا الإعلان الثاني اهتمام الناس وبدأ الخيال يحلق في السماء باحثاً عن العلة وراء هذا الإعلان وكثرت الخواطر والآراء وأخرج البعض نقودهم وبعثوا بدولاراتهم إلى صاحب الإعلان.
وبلغ اهتمام الناس حده الأقصى فاستجاب الأكثرون إلى صاحب الإعلان حين ظهر الإعلان الثالث وكان نصه: (إذا نظرت إلى الغد فقد ضاعت الفرصة. انتهزها الآن وأرسل إلي دولارا) وانهالت الدولارات عليه.
وابتسم صاحب الإعلان حين وجد أنه حصل على 150.000 دولار وحمد الله على أنه لا يزال في هذا العالم من الرجال والنساء من بلغ به الغباء والغفلة حداً لا يمكن أن يموت معه إنسان من الجوع.
ومضت الأيام ولم يعلم الذين أرسلوا نقودهم شيئاً عن نتيجة إرسال النقود وانتهى بهم الأمر إلى إبلاغ الشرطة!.
ذهب رجال الشرطة إلى عنوان صاحب الإعلان وسألوه عن الغاية من الإعلان وماذا يعتزم أن يقدم لأصحاب النقود؟ ابتسم الرجل وقال لهم: وهل وعدتهم بشيء في إعلاناتي؟!. لقد طلبت من الناس إرسال دولارات إلي دون أن أعد بشيء وقد أرسلوها بمحض رغبتهم ليس هذا احتيالاً مني فقد كانوا أحراراً يرسلون أو لا يرسلون. ثم ابتسم مرة أخرى وقال: وقد ظفرت بمبلغ كبير أرسلوه بدافع الكرم أو.. الغباء.