العويقلية - خاص بـ(الجزيرة)
أعاد نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالعويقلية بمنطقة الحدود الشمالية الشيخ عبد الله بن نشاط السبيعي التأكيد على أن جمعيات تحفيظ القرآن الكريم هي محاضن خير تخرّج للمجتمع أجيالاً من الناشئة والشباب (بنين وبنات) حافظين وحافظات لكتاب الله ملتزمين بهديه، يطبقونه في سلوكهم، وينشرونه بمعاملاتهم، ويدعون إليه بأخلاقهم.
وقال: إنّ من الوسائل التي انتهجتها الجمعية في تحقيق هذه الرسالة المباركة ربط الناشئة والشباب بكتاب الله، وتربيتهم على حبه والتمسك به وبتعاليمه، فكان نتاج ذلك تخريج ناشئة وشباب يحترمهم المجتمع ويقدر لهم طيب سلوكهم، كما خرج من بينهم من يأخذ على عاتقه الدعوة إلى الخير في صورها المباشرة من أئمة وخطباء تربوا على حب كتاب الله والتمسك به. مشيراً إلى أنه من الممكن تطور الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم للوصول بالرسالة القرآنية إلى أعلى درجاتها، بالاستفادة من التقنيات الحديثة في تعليم كتاب الله، لافتاً إلى أن هذه التقنيات حققت نقلة واسعة وظهرت نبتتها مثمرة في مجال وسائل الإعلام والاتصال، كما أن استخدام مثل هذه التقنيات من خلال خبرة المختصين، وبطرق مدروسة محسوبة، يكون فتحاً في مجال إيصال رسالة الجمعيات للمجتمع، وتأثيرها في أكبر شريحة فيه.
وأكد الشيخ السبيعي - في حديث لـ(الجزيرة) - الدور الذي تقوم به الجمعيات في ترسيخ منهج القرآن الكريم وإيضاح معالم سبله، حيث من منهجه الوسطية والاعتدال، وهذا الذي يثبت معاني العدل والاعتدال في نفوس الدارسين؛ ما يكشف لهم مخالفة الغالين والمتطرفين عن منهج القرآن الكريم ودعوته.
وفي تطرقه إلى المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبد العزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تقام دورتها الحادية عشرة في الرياض خلال شهر جمادى الأولى القادم لاحظ فضيلته أن المسابقة تشهد تطوراً ونمواً متزايداً سنة بعد سنة، وازدياد الإقبال عليها، مع التقدم في مجالات المسابقة من حيث الأعداد المتقدمة ومستوياتها، وهو جهد مشكور.
وأكد أن استخدام التقنيات الحديثة في خدمة كتاب الله وجذب الناشئة والشباب لتعلمه مسألة باتت محسومة في أهميتها، خاصة وقد ظهر شغف الناشئة والشباب بهذه التقنيات ومدى تأثرهم بها، وإن تفعيل مثل هذه التقنيات بجمعيات التحفيظ يحتاج أولاً إلى استيعاب مبلغ أهميتها وتأثيرها على الناشئة والشباب، كما يحتاج إلى إعطاء هذه المسألة نصيبها من التقدير والجهد والدعم في خطط الجمعيات، من الناحية التخطيطية والبشرية والدعم المادي، حتى ينجح استخدام هذه التقنيات، وتظهر ثمرة تأثيرها السليم الموجَّه على ناشئتنا وشبابنا.
ومن جانب آخر أشار الشيخ عبد الله السبيعي إلى أن قلة الموارد المالية تعد من أبرز الصعوبات التي تواجه جمعيات تحفيظ القرآن الكريم؛ ما يعيق كثيراً من برامجها، ولعل اعتماد مسألة الوقف من الحلول الناجعة لهذه المشكلة، ومن التجربة العملية لجمعيتنا؛ فإن مسألة التركيز على وجود وقف ترتكز عليه الجمعية في حل مشكلة الموارد المالية هي مسألة غاية في الأهمية، لما يترتب عليها من توفير الجو الملائم للنهوض بالبرامج والتقدم فيها. مشيراً إلى أن أهم الصعوبات التي تواجهها الجمعيات وأخطرها قلة الوعي بأهمية هذه المشاريع التطويرية لرفع كفاءة العاملين بها والملتحقين بها من طلاب وطالبات.
الجدير بالذكر أن عدد الدارسين بالجمعية يتراوح سنوياً بين الأربعمائة إلى الخمسمائة دارس، أتم منهم الحفظ خمسة طلاب.