أعاني من الوسواس وخاصة فيما يتعلق بالطهارة فأرشدوني؟
- نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشفيك ويعافيك مما أنت فيه، واعلم أن هذا نوع من الأمراض النفسية يعرف بالوسواس القهري، وهي أفكار تتسلط على الإنسان في أي جانب، وتلازمه مع أنه معترف بخطئها، وعدم صوابها، وعلاج ذلك يكون بأمور:
أولاً: أحسن الظن بالله تعالى، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يشفيك ويعافيك من هذا الوسواس.
ثانياً: عود نفسك على تحقير هذه الوساوس، وعدم الالتفات إليها، وضع كمية مناسبة من الماء في إناء دون التوضؤ من الصنبور مباشرة، وألزم نفسك بالضوء من هذا الإناء فقط، وقل لنفسك: ليس هناك ماء، سوى الذي في هذا الإناء، واكتف بما فيه، ولا تعد غسل العضو أكثر من ثلاث مرات، حتى لو قال لك الشيطان إن وضوءك غير صحيح، فهذه مجرد وساوس من الشيطان لا حقيقة لها.
ثالثاً: كذلك الأمر بالنسبة لمسألة مسح الملابس من مكان إنسان آخر، فلا بد أن تحقر هذه الوساوس، وأن تلزم نفسك بعدم المسح، وتدربها على ذلك مهما كانت الوساوس.
رابعاً: عليك أن تعلم أن القاعدة الفقهية أن اليقين لا يزول بالشك، فإذا تيقنت شيئاً، فلا تلتفت بعد ذلك للشكوك، وإذا فعلت فلا تلتفت إلى أي شك يأتي بعد هذا الفعل، فإذا غسلت يدك، فلا تلفت بعد غسله ولو بلحظات إلى شك يقول لك إنك لم تغسل يدك، كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في منظومته: والشك بعد الفعل لا يؤثر وهكذا إذا الشكوك تكثر فالشك لا يلتفت إليه إذا كان بعد الفراغ من العبادة وكذلك إذا كان الإنسان كثير الشكوك فإنه لا يلتفت إليها.
خامساً: لا بأس من مراجعة طبيب نفسي ثقة ليصف لك بعض الأدوية العلاجية المفيدة.
ولمزيد الفائدة راجع كتابي (إغاثة اللهفان لابن القيم) و(تلبس إبليس لابن الجوزي) ففيهما الكلام على تلاعب الشيطان بالموسوسين، وكيفية علاج ذلك.
نسأل الله أن يصلح أحوالك وأحوال المسلمين.
الشيخ محمد بن صالح المنجد
الإسلام سؤال وجواب