رسالتنا في هذه الحياة رسالة شامخة بشموخ معتقداتنا وراسخة برسوخ ثوابتنا وكاملة بكمال ديننا، وهذا بلا شك يحملنا مزيدا من المسؤولية، ونحن ولا ريب جزء هام جدا من هذا العالم وأهميتنا تأتي من منطلق رسالتنا التي جاءت رحمة للعاملين، لذا لا بد لنا من التفاعل مع من حولنا تفاعلا إيجابيا لا يخالف تعاليم ديننا الحنيف، فديننا دخل بلاد الدنيا ولم يرغم في أوج عزه وسيطرته على العالم أحدا أن يعتنق دينه لأن شعاره (لا إكراه في الدين) لذا ترى في بلدان عديدة كنائس ودور عبادات لملل ونحل وأديان كانت موجودة قبل دخول تلك البلدان في حاضرة الإسلام ولم يتم إزالتها بل استمرت كما هي، وهذا دليل على تسامح هذا الدين العظيم وشموليته وصلاحه كل زمان ومكان.
وهذه الشمولية والصلاحية جاءت لأنه خاتم الأديان السماوية ولأن رسوله صلى الله عليه وسلم أرسل لكافة الناس من الجن والإنس قال تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} فلا دين بعده، مع تفرده بالاعتراف بما سبقه من الأديان السماوية برسلها وكتبها ودور عباداتها، وهذا كما ذكرت من كمال هذا الدين وشموليته ولا عجب فهو دين أكمله لنا رب العزة والجلال ورضيه لنا دينا فقد قال جل من قائل سبحانه {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}
ورسم الصورة الرائعة لهذا الدين العظيم هو اليوم مسؤوليتنا جميعا، وذلك بأن نصحح تلك الصورة المغلوطة عن ديننا وعنا نحن المسلمين لا بالحياء من إظهار انتمائنا لهذا الدين والتميع والانحلال من قيمه ومثله، وفي المقابل لا بأن نلجأ في تصحيح تلك الصورة بسلوك الغلظة والقسوة وإلغاء الآخر، بل بأن نكون خير ممثلين لديننا بصورته الحقيقة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ضرب أروع الأمثلة في ما نحن بصدده فكسب احترام الآخرين من أتباع الديانات الأخرى بل كسب قلوبهم فدخلوا في دين الله أفواجا ولا يزالون حتى يومنا الحاضر بل سيستمرون فذلك حتى قيام الساعة.
amaljardan@gmail.com