Al Jazirah NewsPaper Friday  30/01/2009 G Issue 13273
الجمعة 4 صفر 1430   العدد  13273
أهمية الاقتصاد المعرفي
د. خليل إبراهيم السعادات

 

اقتصاد المعرفة هو الذي يكون الثروة من خلال إجراءات وخدمات استخدام المعرفة بجميع أنواعها، ويحدث ذلك في قطاعات مختلفة، وهو مبني على إنتاج واستخدام المعرفة والمعلومات، ويعد اقتصاد المعرفة أداة لتطور القطاعات الاقتصادية وغير الاقتصادية؛ فهو يعمل على استغلال الموارد البشرية والإمكانات المختلفة وتحقيق العائد والفائدة للفرد، ويطور الموارد البشرية بما يتناسب مع الاتجاهات المحلية والعالمية.

إن اقتصاد المعرفة يتعلق بأمور العرض والطلب وبمسببات التطوير والإبداع وبيئة التطوير والتجديد، والمعرفة مهمة للمجتمعات وللأفراد وللمؤسسات العامة والخاصة، ولهذا فإن عملية التطوير والتحسين عملية أساسية وحيوية لهذه القطاعات ومهمة مستمرة تتشكل من خلالها طبيعة المعرفة وأهدافها وعملياتها ومخرجاتها. ومع امتلاك المعرفة المناسبة فإن القرارات في صناعتها واتخاذها تأتي بالطريقة المناسبة وفي الاطار المناسب، لقد أصبح الاقتصاد المعرفي يكبر بشكل سريع في نواحي الكم والكيف، وأصبح مؤشراً للإبداع والابتكار في المجتمعات المختلفة ويعتمد اقتصاد المعرفة على أن المعرفة وحدة واضحة متكاملة تدخل في كل نشاط وفي كل عمل، وعلى الارتباط بالاقتصادات المختلفة التي تمكن من إنتاج وتسويق المعرفة. كما أنه يعتمد على دعم متخذي القرار لضمان النجاح والنمو والتوسع ويوظف السبل والوسائل الحديثة، وقدرات وخبرات الأفراد في البحث العلمي لأنهم الطاقة الاقتصادية الفاعلة في اكتساب المعرفة الوظيفية وإنتاجها واستخدامها لتطوير الحياة الاجتماعية والإنسانية.

لقد عرف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الاقتصاد المعرفي بأنه نشر المعرفة وإنتاجها وتوظيفها بكفاية في جميع مجالات النشاط المجتمعي، الاقتصاد، والمجتمع المدني، والسياسة، والحياة الخاصة وصولاً لترقية الحالة الإنسانية باطراد؛ أي إقامة التنمية الإنسانية باطراد، ويتطلب ذلك بناء القدرات البشرية الممكنة والتوزيع الناجح للقدرات البشرية). لقد أصبحت المعلومات الخيار الاستراتيجي الجديد في النواحي الاقتصادية، وتأثر النمو الاقتصادي بتقنية المعلومات إلى حد كبير لدرجة أنها أصبحت أحد أهم عوامل تطور الاقتصاد العالمي؛ لذلك فإن دخول عالم الاقتصاد المعرفي أصبح مفتوحاً للجميع ولم يعد حكراً على الدول الكبيرة والغنية، فحتى الدول ذات الأعداد أو المساحة الصغيرة تستطيع أن تبدع في هذا الجانب إذا ما أحسنت استغلال التقنية المعرفية، ووضعت المناهج التربوية المناسبة للتعامل مع عصر التقنية والمعلومات وعصر الاقتصاد المعرفي. فالاقتصاد المعرفي يدفع المؤسسات إلى التطوير والابتكار، ويؤدي إلى التبادل المعرفي الإلكتروني وينشر المعرفة وينتجها ويوظفها لمصلحة الفرد والمجتمع والمؤسسات المختلفة، ويقدم مخرجاً جيداً وخيارات متنوعة للأفراد ويحسن نوعية الخدمات الضرورية في نواحي اجتماعية وحياتية مختلفة.. وعلى الله الاتكال .




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد