المال يحيي نفوس ميتة لا حراك فيها، ويقولون أيضاً: المال يتكلم ويعلّم.

هكذا يفكر المحبون للمال، وقد يتقاتلون من أجل حفنة من المال، وكان على مر العصور محل النزاع، لكن أهل الجاهلية فطنوا للنزاع عند غاراتهم فجعلوا هناك ميزة لقائدهم الذي ..

....يقودهم للمعركة ويوجههم في الحرب بأن يأخذ قبلهم شيئاً اسمه (المرباع) وهو أن يختار من الإبل ما يروق له، ويسميها أهل الجزيرة (الغزيزة) أو (العزل) بأن يعزل له من القطيع شيئاً، ثم يتقاسمون الباقي.

ويبدو أن هبة الكويت والسعودية لأهالي غزة فسرها بعضهم على أن فيها (غزيزة) فلابد من أخذ (المرباع) لعلية القوم هناك، لذلك فقد حصل خلاف بينهم وبين آخرين على: من هو الذي يحق له أن يستقبل الهبة ويوزعها بطريقته المعهودة منذ أن عرفنا عبارة (ادفع ريالا تنقذ عربياً)؟!

المسألة هي كما قال بيان لإحدى فصائل المقاومة الفلسطينية: على العرب وغيرهم أن يتحمل مسؤوليته تجاه إعمار غزة، يعني إعمار ما يهدمه الغزاة الإسرائيليون وتسببت فيه حماس هو من مهام العرب كعادة متبعة منذ أن عرفت القضية، وبما أن معظم العرب لا نفط لديهم فأهل الخليج هم المعنيون، فلا يهم لأولئك النفط الجزائري أو الليبي أو غيره، المهم أن يتحمل الخليجيون المسؤولية عن رعونة إسرائيل.

وبعد مدة، قيل إن الكويت سترسل تبرعها إلى منظمة عالمية تعمل على إصلاح غزة وإعمارها، وكأن أمير الكويت أراد أن لا يدخل الفلسطينيين في دوامة الصراع بين حماس ومعسكرها وبين فتح معسكرها ويكون السبب تبرع الكويت.

وسوف يزيد الخلاف والتقاتل على المال عندما تجتمع الدول المانحة لإعمار غزة في أرض الكنانة مصر، وقد ينسون عذاب غزة أمام بريق الجنيهات، فعسى الله أن يصلح أحوال إخواننا الفلسطينيين.