برنامج شاعر المليون الذي يتابعه الملايين من المشاهدين ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الشعراء من مختلف الدول العربية كفكرة واستعداد واختيار للمكان ناجح بكل المقاييس، لكن بالنسبة للجنة التحكيم لي وجهة نظر حيالها سأقولها بكل شجاعة في مدارات الصدق والصراحة، دون محاباة أو مجاملة لأحد، فهم مع احترامي لهم كأشخاص وشعراء لهم مكانتهم الأدبية، إلا أني أرى أن هناك من هو أحق منهم بالتحكيم لأنهم لا يمثلون هرم الشعر حتى يقوموا بمثل هذا العمل الكبير ألا وهو تقييم الشعراء المشاركين فهم من الممكن أن نقول عنهم كبارا تجاوزا لكن هذا لا يعني تنصيبهم حكام لهذه المسابقة التي تحتاج إلى أصحاب الباع الطويل في معرفة الشعر وخفاياه وأسراره والجميل منه وخلافه، ومن المؤسف حقاً حينما نرى شعراء أفذاذا شاركوا في هذه المسابق وخرجوا صفر اليدين؛ لأن من قيمهم شعراء أقل منهم بدرجات ممن لا يعرفون بدر الجميل من الكلام ولسان حالهم يقول: كيف يقيمني من هو أقل مني ولم يعط ما ألقيت قدره إلا هز الرأس وقول قصيدتك فيها كذا وكذا، وهي خالية من النقد لا لعلم ولكن مجرد كلام يلقى أمام الجميع حضورا ومشاهدين كطرح رأي تحكيمي لا تدرك عواقبه وهو إقصاء من يستحق البقاء في دائرة الأضواء، وقد شاهد الجميع خاصة من أعطاه الله التمييز لكل قول خروج البعض من هؤلاء الشعراء بسبب التصويت والتحكيم مستغربين ذلك الإقصاء، وكأنهم يقولون إذا خرج الكبار وهم يستحقون البقاء في المنافسة فلمن البقاء إذاً؟! لمن لا يستحقون التأهل ممن خدمتهم المجاملة والتصويت، وحسن الصوت وقوته، وترى علامات التعجب على وجوههم وهم يشاهدون خروجهم من المسابقة بغير وجه حق وإن رأت اللجنة خلافه، وكم أتمنى في كل مسابقة أن يكون حكامها شعراء كبار يمثلون مكانة عالية بين الأدباء يتفق الكثير من عشاق الأدب الشعبي على أحقيتهم في تحكيمها بعد الاطلاع على سيرتهم ومسيرتهم الأدبية، وهنا سيقتنع الجميع بلا شك برأيهم وما حكموا به، والتعب أولاً وأخيراً على القائمين على هذا البرنامج تنظيماً واختياراً للجنته التحكيمية وفي كل ما يخصه، ويكون سبباً في نجاحه.