إن من النعم الكثيرة التي أنعم الله بها على بلاد الحرمين الشريفين (مملكة الإنسانية) أن اختارها كموئل لبيته الحرام، ومكاناً يضم الجسد الطاهر لرسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وجعلها قبلة للمسلمين من كل أنحاء الدنيا يحجون إليها ويعتمرون ويزورون، ومنحها أيضاً قيادة حكيمة تحكم بشرع الله المتين وتقود شعبها إلى الأمان والاستقرار والرخاء والوفرة وإلى كل خير، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز -حفظهما الله.
ومنذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله- ظلت سياسة المملكة العربية السعودية تتسم بالحكمة والتعاون مع المجتمع الدولي، ومساندة الدول الفقيرة أو المحتاجة وخاصة وقت الأزمات والنكبات والمحن التي تلم ببعض المجتمعات. وفي عهد خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- تبوأت المملكة مكانة رفيعة على المستوى العالمي من حيث تأثيرها السياسي والاقتصادي ومن حيث الحضور الفاعل في الملتقيات والمحافل الدولية. وهذا ناتج من الحكمة التي يتميز بها المليك -رعاه الله، وقد تبينت مواقفه الأصيلة وآراؤه الحكيمة من خلال مبادراته لحل القضية الفلسطينية ومبادراته لجمع الصف العربي، وما حدث في قمة الكويت الأخيرة ليس ببعيد عن الأذهان، إذ قدَّم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مبادرة حكيمة استهلها بتقديم دعم مالي يبلغ مليار دولار للشعب الفلسطيني لمواجهة التعمير وآثار الحرب المدمرة التي تعرض لها أهل غزة، كما دعا جميع القادة العرب إلى نبذ الخلافات وتوحيد الكلمة من أجل نصرة القضايا العربية التي لا يمكن حلها بالتفرق والاختلاف. وعلى صعيد دعم المواطن فقد وجه -حفظه الله- بخفض الأسعار وتوفير الخدمات وتسريع الإجراءات وتوفير السكن ومضاعفة البعثات التعليمية من أجل تعليم الشباب والفتيات وتأهيلهم في مواجهة الحياة العملية، بالإضافة إلى بسط الأمن ومحاربة الفئات الضالة وكل من يعكر صفو الأمن والاستقرار في أرض الحرمين الشريفين.
لقد عودنا مليكنا المفدى اتخاذ المواقف الأصيلة والحكيمة. إذ لا يسعني إلا أن أرفع باسمي وباسم قبيلة عتيبة أسمى آيات الشكر الجزيل ونجدد الولاء والسمع والطاعة.
حفظ الله بلادنا ورعاها وحفظ أمنها واستقرارها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله وأمدَّ في عمريهما وجعل كل جهودهما في ميزان الحسنات إنه سميع قريب مجيب.