بدعوة كريمة من معالي مدير الجامعة الإسلامية أ.د. محمد العقلاء لحضور البرنامج الثقافي الذي يهدف إلى خدمة المجتمع وتفعيل الحراك الثقافي في شتى الميادين، وفي مساء يوم الأحد الماضي 14-1- 1430هـ كان اللقاء مع الدكتور عبد الله الربيعة أحد أعلام بلادنا البارزين في عالم الطب وتميز في خدمة هذا الوطن العزيز. ولقد تحدث في محاضرته بعنوان مواقف مؤثرة حيث عرض 12 موقفاً مؤثراً لعمليات فصل التوائم السيامية، مشيراً إلى اعتناق بعض المسيحيين للدين الإسلامي من خلال مشاهدتهم للمعاملة الحسنة التي يتعامل بها المسلمون، كما شهدنا عرضاً مرئياً لوالدة التوأم السيامي المغربي الصفا والمروة ووالدتهما ترفع كفيها إلى السماء وتدعو لخادم الحرمين الشريفين، كذلك شاهدنا عرضاً لاعتناق والدي التوأم السيامي الكاميروني الإسلام بعدما شاهدا الملك عبد الله خلال زيارته للطفلين بعد فصلهما وتقبيلهما، حتى إن والدهما تحول فيما بعد إلى داعية إسلامي وأسلم على يديه كما ذكر الدكتور عبد الله أكثر من 80 شخصا من نفس القرية، وهو ما جعل خادم الحرمين الشريفين يوجه ببناء مركز إسلامي في قريته إضافة إلى تكريم الرئيس البولندي للدكتور عبد الله الربيعة وفريقه الطبي وإشادة الإعلام البولندي بالمملكة واستقبال الفريق الطبي السعودي استقبالاً حافلاً في ساحة الحرية بالعاصمة البولندية.
لقد كانت بالفعل مواقف مؤثرة تفاعل معها الحضور خلال العرض المرئي، وبعد انتهاء محاضرته كانت لي مداخلة أشدت فيها بهذه الأعمال والمواقف المؤثرة وبروز الدكتور وفريقه بعمليات فصل التوائم السيامية وهو عمل علمي ومهني متميز يدعو للتقدير وأحدث منطلقاً في الأوساط الطبية وأصداء إعلامية واسعة ويدل على تقدم المسيرة العلمية في المملكة وكفاءة علمائنا وأطبائنا السعوديين، ثم طلبت من معاليه أن يحدثنا عن بعض المواقف الصعبة في عمليات الالتصاق وفصل التوائم وكيف تعاملتم مع هذه المواقف، فتحدث حديثاً مؤثراً بأن أصعب المواقف التي واجهته وفريقه أثناء عمليات فصل التوأم السيامي الماليزي التي استمرت 23 ساعة، وقد واجه الفريق الطبي تحدياً كبيراً إلا أن فرج الله أتاهم وجعل الحالة تستقر. وقد أشاد رئيس الوزراء الماليزي بالفريق الطبي السعودي وجعل الإعلام الماليزي يركز على ذلك لمدة أسبوع والإشادة بالمملكة، وقلت لمعاليه إن هذه المواقف العظيمة تجعلنا نطلب كتابة مذكراتكم عن هذه المشاهد لتنير تجربتكم الثرية طريق الأجيال القادمة التي هي في حاجة ماسة لسيرة وعمل أشخاص مثلكم، فأفاد بصدور كتاب قريب يحكي مذكراته في فصل التوائم وسيخرج قريبا بعنوان تجربتي مع التوائم السيامية ثم توالت المداخلات والأسئلة لأكثر من ساعتين، حيث شهدت المحاضرة حماساً واعتزازاً بهذه المواقف لطبيب سعودي نعرف من آثاره أكثر من كلماته وما اقل الرجال الذين تكون أعمالهم أبلغ من كلماتهم، فهو يحمل رسالة عنوانها الروح الإنسانية والحس الوطني.
وختاماً تحية للجامعة الإسلامية، هذا الصرح العلمي الشامخ الذي يضم بين جنباته أكثر من 156 جنسية من الطلبة وكلهم يتلقون العلم في رحاب هذه الجامعة المباركة التي تشارك مشاركة فاعلة في وضع جسور التواصل مع كل أرجاء العالم الإسلامي والدعوة إلى دينة الحق والعدل والسلام.. حقق الله الآمال ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
أمين عام دارة الملك عبد العزيز السابق