يبدو أن الكوميديا المحلية قد تخلصت أخيرا من آخر لعناتها، فكوميديا الوقت الحاضر لم تعد تعني فقط مشاهد مفتعلة ومواهب مستفِزة في فن تغيير ملامح الوجه واللعب بدرجة الصوت ناهيك عن المؤثرات الصوتية السخيفة الطاردة لأي ضحكة عفوية قد تخرج عن طيب خاطر!.

ركل المسلسل الكوميدي 37 درجة مئوية بقوقعة التهريج التي أصبحت سمة ثابتة في الكوميديا السعودية إلى كوميديا تحمل فكرا مختلفا على الأقل مبدئيا، ووجوه شابة نظيفة ووسيمة يتقبلها المشاهد برحابة صدر.

ربما كانت الفكرة مستوحاة من الفيلم الأجنبي (سكرابز أواي آر أو حتى قريز اناتومي) ولكن لا يهمني ذلك بقدر ما يهمني أن تبتعد الكوميديا السعودية عن فن الاستخفاف والاستظراف والسماجة وجميع الكلمات التي تعني ثقل الدم وانعدام الذوق إلى فن كوميديا الموقف.

فكرة المسلسل جديدة عربيا فلم نشاهد يوما ما يحدث لطلاب الامتياز (آخر سنة دراسية لطلاب الطب) في مستشفياتنا والمفارقات التي ستواجههم كأطباء متدربين في بيئة المستشفى سواء مع المرضى أو حتى من إدارة المستشفى بطريقة كوميدية جميلة.

كانت الحلقة التعريفية ذات طابع كوميدي عفوي جميل بعكس الحلقات التي تلتها فقد تخللتها بعض المواقف المبالغ فيها والمفتعلة في أغلب الوقت وأعتقد أننا سنتقبل هذا كله مقارنة بما كنا نشاهده.

من المثلج للصدر أننا سنرى وجوها شابة ودماء متعطشة للنجاح وإثبات النفس، وجوها طبيعية لم تلمسها عمليات الشد والتغبير. وأرواحهم التواقة للنجاح باتت واضحة جدا من خلال تسويقهم للعمل من قبل وبعد ظهور العمل على الشاشة، فقد أنشأوا موقعاً خاصاً للعمل وكذلك عملوا بعض اللقاءات الحصرية في بعض المنتديات.

شباب علموا أن نجاحهم لا يكتمل إلا بعد نيل رضا المشاهد أولا. يبدو أن هذا العمل كان حصاد أمنية صادقة قيلت في لحظة إطفاء آخر شمعة من أمنيات شخص ما! فلنراقب بقية الحلقات ونرسل سربا من الأمنيات لترافق هذا الكادر الجميل.