|
شاعرنا لهذا العدد هو عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العنقري، من العناقر من بني سعد من تميم.. أحد رجال الملك عبد العزيز المخلصين، شارك مع الملك عبد العزيز - رحمه الله - في موقعة السبلة، في تاريخ 19-10-1347هـ. ولد الشاعر في محافظة شقراء في منطقة الوشم عام 1334هـ، ولا يزال على قيد الحياة، أطال الله عمره بالعمل الصالح ومتعه بالصحة والعافية، ويسكن في مدينة الهياثم التابعة لمحافظة الخرج.
|
نشأ الشاعر عبد الرحمن العنقري فلاحاً مع والده، وعندما قارب عمره عشرين سنة عمل في شركة أرامكو السعودية في الظهران عدة سنوات، وقد شهد البئر (السابعة) عند انسيابها التي كانت المنبع الرئيسي للنفط في المملكة العربية السعودية. تعلم اللغة الإنجليزية بالاختلاط والممارسة بحكم تواجده مع المهندسين الأمريكان في الشرطة واجتهد في تعلمها حتى أتقنها، وعندما افتتح جلالة الملك عبد العزيز - رحمه الله - مشروع الخرج الزراعي عام 1354هـ، طلب من الرئيس الأمريكي (روزفلت) بعثة لتطوير الزراعة في المملكة العربية السعودية فحضر عبد الرحمن بن قاسم مع البعثة من الظهران إلى الخرج عام 1945م كمترجم للبعثة، وقام بوظيفة الترجمة بين الملك عبد العزيز والبعثة الزراعية الأمريكية، وفي عام 1950م عمل في مشروع الخرج الزراعي، وقد تولى عدة مناصب إلى أن أصبح مديراً لمزارع الأرتوازات الجنوبية بالسهباء، وذلك عام 1955م. وللشاعر عبد الرحمن القاسم معرفة تامة بالعلوم الفلكية ومواقيت النجوم والنواء، وراوية في فنون الشعر والفلك والزراعة وعلم الأنساب، ولديه معرفة تامة بالنخيل وأنواعها وأصنافها. عاصر جميع حكام المملكة العربية السعودية، وشهد جميع مراحل التطور والإنماء الحضاري في مملكتنا. له عدة مقابلات في التلفزيون السعودي، وله العديد من القصائد التي أذيعت من خلال إذاعة الرياض، وله مقالات ومقابلات صحفية. وقد عاصر كثيراً من الشعراء أمثال: الأمير محمد بن أحمد السديري وسعد بن عبد العزيز البواردي (ابن دريويش) وعبد الله بن محمد الصبي (مبيلش) وسعود الصعب المسعود وصالح بن عبد الله المنيف وعبد العزيز بن عبد الرحمن النجيدي وغيرهم من الشعراء، وله العديد من المساجلات مثل مساجلاته مع عبد الرحمن بن عبد الله السلوم - رحمه الله - والشاعر ذيب الحبابي والشاعر راشد القحطاني والشاعر سالم بن محمد آل سالم والشاعر سعد بن بداح الملغ والشاعر محمد بن بداح القحطاني والشاعر سعود بن عبد الرحمن اليوسف وحفيديه عبد العزيز بن محمد العنقري ومعتز بن علي العنقري.
|
صدر له ديوان أعده حفيده عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن العنقري، الطبعة الأولى عام 1427هـ والطبعة الثانية 1429هـ. ويذكر الشاعر عبد الرحمن العنقري أنه أهداه الملك عبد العزيز طيب الله ثراه أحد أثوابه بعد انتهاء أعمال البعثة الزراعية قائلاً له: (يا ولدي تراه جديد وتستاهله). وبعد خروجه من قصر الملك عبد العزيز طلب منه رئيس البعثة (سام لوقن) الثوب ليأخذه معه إلى أمريكا حتى يعرضه على أسرته وأصدقائه في أمريكا حيث استقر هناك لمدة 63 عاماً، وفي عام 2002م ذهب ابنه عبد الله للدراسة في أمريكا وقام بزيارة لأسرة سام لوقن ووجدهم محتفظين به ومقدرين أهميته، وأعاده معه إلى المملكة، ونظرا لقيمته التاريخية والمعنوية عند الشاعر عبد الرحمن العنقري قام بإهدائه لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لضمه ضمن معروضات دارة الملك عبد العزيز، وله قصيدة في ذلك أقتطف لكم منها:
|
الثوب عندي من ثلاثه وستين |
كله جديد حافظه في مكاني |
يا أميرنا حنا لك الثوب مهدين |
نبيه تذكار لماضي الزماني |
تميز شعره بجزالة اللفظ ودقة الوصف ورقة العبارة وعمق المعنى، كتب في جميع أغراض الشعر الشعبي، وله هذه القصيدة التي يذكر بها الدنيا وسرعة زوالها:
|
البارحه سهر أفكر بدنياي |
وأفكر بميلات الدهر واعتداله |
دنيا تقلب كل يوم لها رآي |
مثل الظلال اللي سريع زواله |
يجي لها غارات أقبال وقفاي |
مسكين من دنياه هي راس ماله |
ما نيب في الدنيا ببايع وشراي |
ولا نيب أغبط اللي كثير حلاله |
دنيا كفا الله شرها تغري اغراي |
ولا عندها لحدٍ وقار وجماله |
الكل من ليعات الأيام شكاي |
أحدٍ تجيه جهار واحد ختاله |
وله قصيدة أخرى في حبه للصحراء والطبيعة بعيداً عن المدن وصخبها، أختار لكم منها:
|
أحب شوف الصحاري وأبغض الديره |
ماني من اللي بوسط المدن قعادي |
البر هو منوتي مالي هوى غيره |
أحب شوف النفود وشوفة الوادي |
وأحب شوف الربيع إلى سجع طيره |
فيه أم سالم تجر الصوت وتنادي |
وأحب شوف الدبش ورده وتصديره |
وأحب شوف الغضى مركوز ألانهادي |
فالقيظ كل تشوفه قاطن بيره |
تلقى الرواوي على الماجمع وفرادي |
لا جا التويبع وهبت به معاصيره |
تلقى على الما بنات البدو ورادي |
ينساح بالي ولو كثرت مشاويره |
هذا مناي وهواي وغاية أمرادي |
وفي هذه القصيدة التي ينصح بها أحد أبنائه أقتطف لكم منها:
|
ودور جلس من هل الخير مقبول |
يقال نعم كل ما جا مجالي |
ترى جليس الشر ما منه محصول |
مثل الجرب يعدي رزين الجمالي |
يضحك لك وهو قلبه أنجس من (...) |
جسمه كبير والعقل منه خالي |
مثل السراب بحاجر فيه سملول |
يأخذ من الحافي لرجله أنعالي |
بابه كبير ودب الأيام مقفول |
تلقى فروخ البوم وسطه تلالي |
ما هوب من ذربين الأيمان مدهول |
ما شب به ضو ولا به دلالي |
ترى البخل راعيه بالعون مرذول |
والكبر والعيلات عيب الرجالي |
ومن قصائده الغزلية التي تميزت بالرقة ودقة الوصف يقول:
|
يا غصن موز تغريف ناعم عوده |
توه على زينته غض ورياني |
كل المعاني بغض العود ما جوده |
فيه الثمر ناعم أشكال والواني |
كن الزبيدي نبات الوسم بنهوده |
ما بين ربل وزملوق وحوذاني |
محد نزل بحماه وحل بحدوده |
ولا نزل فيه عقب السيل براني |
أبو جديل على الأمتان محدوده |
رشوشها عنبر ومسك وريحاني |
أصابعه من جديد الحلي منضوده |
خواتم أصلية ما هيب جاباني |
عمره ثمان وعشر سنين معدوده |
مصيونة دونها باب وجدراني |
هذه نبذة مختصرة عن الشاعر عبد الرحمن العنقري، ومن أراد الاستزادة فله الرجوع لديوانه الشعري الذي يحمل الكثير من المعلومات الصور التاريخية، بالإضافة للعديد من القصائد والمساجلات.
|
|