Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/01/2009 G Issue 13271
الاربعاء 02 صفر 1430   العدد  13271
المليك.. والمواقف الحكيمة وقت الأزمات
عبدالله بن عبدالرحمن السلامة

 

ظل موقف المملكة تجاه الأمة الإسلامية وقضايا المسلمين وقضية فلسطين على وجه الخصوص واضحا وثابتا وقويا، حكيما غير خاضع للأهواء أو الأمزجة أو الانفعالات، يركز على مصلحة الفلسطينيين ومصلحة قضيتهم ومناصرتهم بكل الوسائل الممكنة التي تحقن دماءهم وتطعم جائعهم وتداوي جراحهم وتقوي مواقفهم في المحافل الدولية وتعزز من وسائل كفاحهم المشروع.

وخيرا فعل مليكنا وهو يقول الكلمة الأخيرة والقوية والفاعلة والصادقة والمنصفة، ويقدم الرأي السديد بشأن الموقف العربي والفلسطيني، وتجاه ما يعانيه إخواننا في الأراضي المحتلة، خصوصا ما جرى لهم في قطاع غزة من إبادة وقتل جماعي وممارسة سياسة الأرض المحروقة، لقد صمت العالم كله وانحنى إجلالا وتقديرا لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي عودنا وعود شعوب العالم أنه رجل المبادرات الحكيمة الصادقة الشفافة التي لا تغضب طرفا من الأطراف العربية أو الفلسطينية بل تصب في مصلحة الجميع، لأنها مبادرات نابعة من القلب ونابعة من مسؤولية المملكة (أرض الحرمين) تجاه قضايا الأمة، لذا جاء نداء المليك بوقف الحرب وحقن الدماء وتحقيق المصالحة بين كافة الأطراف، المصالحة التي تجب ما قبلها، وتجعل الجميع ينظرون إلى الأمام ويلقون كل الخلافات وراء ظهورهم، وهو يعلم أن في الوحدة قوة، وأن الصف الفلسطيني والعربي إذا كان على وحدة واتفاق لا تستطيع قوة في العالم أن تمسه بسوء.

دعوة المليك المفدى جاءت صادقة كعادته وجاءت معبرة عن ضمير المسلمين وعن مشاعر السعوديين وإخوانهم في كل مكان، وقد عزز المليك ذلك القول بدعمه السخي للفلسطينيين بالمال والغذاء والدواء، ومنذ بدء الحصار والدمار على أهل غزة لم يبخل السعوديون على سكان غزة بشيء بل تبرعوا بالدم والمال وبكل ما يستطيعون، وجاء الإعلان عن تقديم مليار دولار لتعمير غزة (قرابة أربعة مليارات ريال سعودي) خير دليل على صدق التوجه وقوة الدعم والمناصرة للشعب الفلسطيني الذي يستحق منا كل مساندة، وقد ظلت المملكة تقف بجانب الفلسطينيين وتدعمهم معنويا وماديا وسياسيا وإعلاميا، كما وجه المليك بمد جسرين جويين لنقل المساعدات الطبية إلى غزة، وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن الدعم السعودي خفف من معاناة أهل غزة، وقد اعتاد الناس أن يلمسوا من خادم الحرمين الشريفين أن يقف أصلب المواقف في أصعب الظروف التي تمر بها الأمة، وذلك نابع من نهج الحكمة الذي تتبعه حكومة المملكة، ونحن لا نملك إلا أن نشكر الله الذي رزقنا قيادة رشيدة، لا تتكلم إلا حكمة، وإذا تكلمت صدقت، وإذا قالت نفذت، وإذا وعدت أوفت، قيادة ملكت قلوب المسلمين في كل مكان، الذين ظلت ألسنتهم تلهج بالدعاء أن يرزقهم الله صلاة خلف خادم الحرمين الشريفين في الأقصى الشريف وذلك بعد مواقفه المشرفة تجاه قضية المسلمين الأولى، وتجاه أرض أولى القبلتين وثالث الحرمين.





Alsalamah55@Gmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد