كثيرا ما نعارك بخشونة وندخل في صراعات معقدة سعيا وراء مساحة منشودة من العيش الكريم حيث تنبسط الأمور وتستدير الزوايا، وأثناء كل لهاثنا شيء وحيد لا يتغير بالرغم من عدم واقعيته وهو هذا الحلم اللذيذ الواعد بالرغد والأمان.
يحاول البعض، وأنا منهم، أن يعيشوا ببساطة، وأن تعيش ببساطة يعني أن تكون حيا ببساطة، أو لست على شفير الموت مصارعا لداء أو فاقدا لأمل.
العيش البسيط يتممه الكلام البسيط الذي يهون الأمور ويرضيك عن نفسك.
وقد لا تشعر سوى بالقلق أو بالابتعاد عن سكون البساطة لكن الحقيقة ليست مسألة شعور مجرد إنها طبيعة التعقيدات الحياتية الراهنة التي تستوجب خلع المشاعر ولبسها مرات متعددة في يومك الواحد لتحافظ على اتزان قد لا يكون موجودا أصلا. فحسب الظاهر، إن أصعب أشكال العيش هي البساطة، ولكن ليس بعيشها بل بالسعي إليها. أنت لست متروكا لشأنك فهناك من يعيب عليك ما صعب عليه فهمه ويتفاعل مع استنتاجه بلا مراجعة أو تدقيق فأنت بذلك دخلت صراعا من حيث لا تدري وهذا مثلا. أما واقع الأمر فيشي بما هو أدهى إذ إن كل تفاصيل الحياة مربوطة عضويا بآخر ما له ما ليس لك من توجهات وبغياب الحس المشترك لك ما ليس له من مشاعر.
إنه تعقيد ببساطة وإشعال لما هو مشتعل أصلا ألا وهو يومك، فكيف تنشد الهدوء وأنت على ارتباط محكم بعشرات الحبال السرية التي تتجاذبك كل بحسب ما تستمده منها من حاجة؟؟ إذا فالمطلوب للتبسيط هو، إما الاستقلالية أو الخيار بانتقاء حبال السرية وما الخيارين بيسير قط.
إن مفردة العيش البسيط هي عكس ما تشي به كلفظة إنها من الصعوبة بحيث لاتتخذ شكلا بالواقع بل تبقى رجاء كأنك تنشد البر في عالم آخر.
قد لا نبقى دائما على التوق نفسه لسبب من هنا وآخر من هناك ولكن المهم هو أن نبقى بحالة عدم إقرار دائم بالتعقيدات، ونبقى بجد على الصلح القائم مع الله والذات.