Al Jazirah NewsPaper Wednesday  28/01/2009 G Issue 13271
الاربعاء 02 صفر 1430   العدد  13271
التربوي إبراهيم آل عبدالله.. بعد أن غادر تعليم البنات
هياء الدكان

 

عندما تقودك المشاعر لتسطر شكرها وتقديرها عبر الحبيبة الجزيرة، وتأبى إلا أن تنطق وتشهد بما علمت، وبما لمست من جهود لرجل تربوي حمل همّ إدارة تعليم منطقة كاملة، لخمس سنوات ماضية.. مرت سريعاً كالبرق، حقق فيها آمالاً كان يظنها البعض حلماً لا يتحقق أبداً..

الدكتور إبراهيم بن محمد آل عبد الله، الإداري الكبير الذي يحتوي بقلبه قبل أن يرد بلسانه، أو يوجه بقلمه، فما عهدناه يغلق بابه في وجه طالبيه، ولا مرؤوسيه، ولم نجده قد وضع نفسه في حصن منيع بعيداً عن أعين الناس، بل كان بابه مفتوحاً للمراجعين وذوي الحاجات، وكم من أرملة مسكينة وامرأة ضعيفة كان حريصاً - أثابه الله - على تقديمهن في الفرص والوظائف المتاحة.

كان القريب من الجميع، الوفي للجميع.. التمسنا فيه - رعاه الله - حرصه على المصلحة العامة والقدوة الصالحة وتحقيق الأهداف التربوية، يؤمن بالمشاركة عند اتخاذ القرارات، وتأكيده دائماً في اللقاءات التي يشارك فيها، وكان لنا شرف حضورها، وتغطيتها إعلامياً، على التعامل الإيجابي والرفق واللين، ونشر ثقافة الحوار والاحترام بين منسوبي ومنسوبات تعليم الرياض لا فرق بين رئيس ومرؤوس..

ما زلت أذكر كلماته وكأني ما زلت اسمعها.. قال يوماً: إن التغيرات الإيجابية يأتي معها التجديد والتطوير الذي نأمله في العملية التعليمية؛ حيث يتطلب من الجميع العمل بروح الفريق من أجل تطوير العملية التعليمية الذي يؤتي ثماره في الميدان - بإذن الله - تحسيناً وتجديداً لنواتج التعليم. وقال منصفا عن إدارة التدريب: (... إنها تقوم بتقديم أحدث الأساليب التدريبية التقنية بهدف تحقيق أعلى معدلات الأداء التربوي والمهني للعاملات في مختلف المجالات في إدارة التعليم، وبالطبع فقد أتى إنشاء المراكز التدريبية بناء على قناعة بأن التربية والتعليم لا تؤتي ثمارها إلا إذا توافرت عوامل الإنبات).. وقال مهتماً بوضع العاملات على بند محو الأمية: (... بالتأكيد الوزارة لن تخسر كل هذا العدد، فكل عام يدخل عدد منهن في العمل الرسمي من خلال المفاضلة), وأضاف.. (جميل أن تمنح معلمات محو الأمية نقاطاً إضافية في المفاضلة مساواة بالمعلمات اللاتي يعملن في المدارس الأهلية).. وقال في آخر لقاءاته بمديري وموظفي تعليم الرياض: (أثني على جهود جميع العاملين في الإدارة من الرجال والنساء مباركاً للموظفين الذين تم تثبيتهم متمنياً لهم وللجميع مواصلة العمل بجد واجتهاد..).

لقد ودعنا الدكتور إبراهيم قبل أيام ليترك أثره وبصماته في كل بناء.. وكرسي.. وورقة.. في إدارة تعليم الرياض للبنات، وما يتبع لها.. وتبقى له عندنا وعند غيرنا الذكر الطيب والدعاء له.. اللهم أجزل له المثوبة، ووفقه وسدده أينما ذهب وأينما حط رحاله، فثمار التربية تغرس في كل مكان وزمان، وقد ذهب ليغرسها في كيان تربوي آخر من وطننا الحبيب، نسأل الله لنا وله التوفيق... وطوبى لمن ذاق الثمر..

إعلامية تربوية بوزارة التربية والتعليم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد