في يوم الاثنين الموافق للثاني والعشرين من شهر المحرم من عام ألف وأربعمائة وثلاثين للهجرة الموافق للتاسع عشر من شهر يناير من عام ألفين وتسعة للميلاد شاهدنا واستمعنا إلى خطاب سام وواف ومعبر وهادف من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في القمة العربية الاقتصادية الشاملة التي عقدت بدولة الكويت الشقيقة، خاطب فيه إخوانه زعماء الدول العربية والإسلامية والصديقة، كما خاطب فيه أبناء الشعوب العربية والإسلامية وضح فيه أن علينا نبذ الخلافات والفرقة والانقسام والعمل على توحيد الكلمة والصف والاعتصام بالله جل جلاله، وأننا يجب علينا تجاوز مرحلة الاختلافات وفتح باب الأخوة العربية بيننا.. وشدد - حفظه الله - على نصرة أهل غزة والوقوف معهم ومساعدتهم، وبيّن لإسرائيل وحكامها أن ما يفعلونه هو مخالف للدين والمنطق والعقل وأنه يتنافى مع الأعراف والقوانين والمعاهدات الدولية ولفت انتباه العدو الإسرائيلي بأن مشروع السلام لن يطول ولن يتم ما لم يتوقف العدوان الغاشم والهمجي على الشعب الفلسطيني المحاصر والتوقف عن توسع الاستيطان الإسرائيلي، وأعلن - أيده الله - باسمه وباسم الشعب الفلسطيني المحاصر والتوقف عن توسع الاستيطان الإسرائيلي، وأعلن - أيده الله - باسمه وباسم الشعب السعودي الوفي عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ مليار دولار للشعب الفلسطيني وإعادة إعمار قطاع غزة، وهذا لا يستغرب من القيادة السعودية الحكيمة ولا الشعب السعودي الوفي.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله دائماً وأبداً يسعى لنصرة الإسلام ومساعدة إخوانه المسلمين في شتى بقاع المعمورة وسد حاجتهم.
وهذا هو ديدن الدولة السعودية وحكامها وشعبها منذ توحيدها على يد المؤسس الراحل جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله - لم يتوانوا عن نصرة ومساعدة الشعب الفلسطيني ولم يغفلوا عن قضية الشعب الفلسطيني بل كانوا من أوائل الذين طالبوا بإيجاد دولة مستقلة عاصمتها القدس، ولن ينسى التاريخ ما فعلوه من أجل قضية فلسطين.
وها هو خادم الحرمين الشريفين يواصل المسيرة بالوقوف مع أهل فلسطين فلم يغفل عن قضيتهم ولم يتأخر عن تقديم كل ما من شأنه خدمة فلسطين وأهلها، فهو لا يحضر أي مؤتمر أو محفل دولي إلا ويذكر قضية فلسطين ويشدد على ضرورة إيجاد حل للإخوة الفلسطينيين والمطالبة بضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون مدينة القدس عاصمة لها. ولعلنا نتذكر ما فعله لقادة الفصائل الفلسطينية بدعوتهم وعمل المصالحة بينهم في أشرف بقاع الأرض مكة المكرمة أليس كل هذا من أجل أن تتوحد كلمتهم وتتساوى صفوفهم ويعيشوا بأمن وسلام، نعم لقد كان هو ما ينشده الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وقد عُرف الملك عبدالله والذي هو جدير بأن يحمل لقب خادم الإسلام والمسلمين بحسن النوايا وصدق المشاعر ومحبة الجميع ولعل تسويته بين إخوانه القادة ولم شملهم أكبر دليل على ذلك، لم يكن همه المديح أو الثناء بل كان همه الأول والأخير هو توحيد الكلمة والصف وصفاء القلوب ورفعة ورقي الإسلام والمسلمين وليعم السلام والأمن والخير الشعوب العربية والإسلامية.
لقد سعد الشعب السعودي ومعه كل الشعوب الإسلامية وخصوصاً الفلسطينيين بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وتمنوا أن يوفق الله قادة العرب والمسلمين على أداء أمانتهم ويكلل مساعيهم بالنجاح ويدلهم على الخير ويجمع شملهم ويوحد صفهم ويبعد عنهم كل ما فيه شر وفرقة وانقسام.
لقد أظهرت المحنة التي مر بها الإخوة الفلسطينيون الأشقاء في قطاع غزة قوة وتماسك الشعوب العربية والإسلامية ووقوفهم القوي جنبا إلى جنب مع إخوانهم وأعلنوا عن مظاهر الغضب والشجب بالعدوان الإسرائيلي الغاشم. وفي هذا السياق يجب أن نذكر وبكل فخر واعتزاز وقفة وتبرع الشعب السعودي الوفي والذي قام بتلبية دعوة قائده الملك عبدالله عندما دعا للتبرع والوقوف مع إخواننا في غزة والدعاء لهم بأن يفرج الله كربتهم ويخفف من مصيبتهم.
الجدير بالذكر أن خادم الحرمين الشريفين قد أصدر أوامره بإرسال طائرات شحن محملة بالخيام والملابس والبطانيات والمساعدات اللازمة، كذلك إرسال طائرات الإخلاء الطبي لنقل المصابين والجرحى من غزة وعلاجهم بمستشفيات المملكة وتقديم الرعاية السريعة لهم وكل ما يحتاجونه منذ بداية الهجمات الإسرائيلية الشنيعة.
وبعد كل هذا يحق للشعب السعودي أن يفخر بأنك قائد مسيرته كيف لا وأنت رفعت رؤوسنا بخطابك في مؤتمر قمة الكويت وما الحفاوة والترحيب والتصفيق الذي وجدته من مستقبليك بالمطار بعد عودتك إلا خير شاهد لذلك. نعم لقد أثبت للعالم أنك رجل المواقف والإنسانية والمهمات الجسام، حفظك الله يا ابن عبدالعزيز.
الحرس الوطني - القطاع الغربي