مونستر - واشنطن - (د ب أ):
كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الحمية الغذائية تقوي الذاكرة لدى كبار السن. وأجرى باحثون من جامعة مونستر الألمانية دراستهم لأول مرة على البشر وأكدوا بذلك نتائج دراسات أخرى أجريت على حيوانات التجارب. وأظهرت الدراسة أن تناول كبار السن للأحماض الدهنية غير المشبعة لا ينتج عنه أي تحسن في قدرة الإنسان على التذكر على العكس من نتائج دراسات سابقة أجريت على فئران التجارب.
ويأمل الباحثون في التوصل من خلال تجاربهم إلى مزيد من المعلومات التي تمكنهم من مكافحة أمراض الشيخوخة الشائعة مثل خرف الشيخوخة (الزهايمر) وأمراض أخرى متعلقة بالخلل العقلي. وأجرى الباحثون دراستهم على 50 شخصاً يبلغ متوسط أعمارهم 60 عاماً. وقام الباحثون بتقسيم المشاركين في التجربة إلى ثلاث مجموعات، الأولى قللت نسبة السعرات الحرارية في غذائها اليومي بمقدار الثلث تقريباً، كما قللت المجموعة الثانية من نسبة السعرات الحرارية مثل المجموعة الأولى لكنها زادت من نسبة الأحماض الدهنية غير المشبعة في غذائها اليومي بمقدار 20% وذلك بالاعتماد على تناول الأسماك والأطعمة التي تحتوي على زيت الزيتون، أما المجموعة الثالثة فلم تغير من نظامها الغذائي.
وبعد مرور ثلاثة أشهر لم يلحظ العلماء تحسناً في قدرات التذكر إلا لدى المجموعة الأولى فقط وذلك بعدما أعاد المشاركون في التجربة اختباراً لقياس قدرات التذكر أجروا شبيهاً له قبل خضوعهم للتجربة. وطلب من المشاركين في التجربة قراءة قائمة من الكلمات واستدعاء ما علق بذاكرتهم من تلك الكلمات مرة أخرى بعد 13 دقيقة.
وبمقارنة نتائج الاختبارين تبين لدى العلماء أن أفراد المجموعة الأولى تحسنت نتائجهم في الاختبار الأخير بنسبة 20% تقريباً مقارنة بالاختبار الأول الذي أجروه قبل خضوعهم للحمية الغذائية، بينما لم تحقق المجموعتان الثانية والثالثة أي تغيرات ملحوظة في نتائج الاختبار الأخير.
كما لاحظ العلماء انخفاضاً ملحوظاً في نسبة الأنسولين في الدم ومؤشرات الالتهاب لدى المجموعة الأولى مقارنة بالمجموعة الثانية والثالثة. ويأمل العلماء في التوصل إلى مزيد من المعلومات حول علاقة الأنسولين والالتهابات باضطرابات الوعي التي تظهر مع كبر السن.
ويعتزم فريق البحث استخدام تقنيات التصوير الطبي لدراسة التغيرات التي تحدث في المادة الرمادية بالمخ. وتتكون المادة الرمادية في المخ من أجسام الخلايا العصبية وتكون مسئولة بصفة عامة عن التعامل مع المعلومات.
نشرت الدراسة التي أجرها فريق البحث الألماني تحت إشراف البروفيسور أجنس فلويل في دورية (بي.إن.إيه.إس) الأمريكية.