احتفالات تجري في عدد من مدننا حول تكريم المتفوقين من أبنائنا وبناتنا.. اضطلع بها رجال أعمال استشعروا مسؤوليتهم ودورهم تجاه بناء الإنسان واحتضان المبدعين المتفوقين وتشجيعهم والأخذ بأيديهم وإشعارهم بتفوقهم.
** هذه الاحتفالات.. أخذت أكثر من شكل وجاءت على أكثر من وجه.. وكلها وجوه خير وعطاء.. كلها وجوه إيجابية مطلوبة.
** بين يديَّ دعوة تلقيتها.. مثلما تلقاها الكثير.. حول احتفال أهالي مدينة تمير يوم غد الخميس بجائزة الشيخ إبراهيم بن عبدالمحسن السلطان للتفوق العلمي لعام 1428-1429هـ في سنتها الثالثة عشرة.
** ومهما تحدثنا عن دور الشيخ إبراهيم السلطان ومواقفه الإيجابية الوطنية فلن نوفيه حقه.. ولن نعطيه شيئاً مما يستحق.
** هذه الجائزة السنوية العلمية.. تقام كل عام على شرف شخصية كبيرة.. حيث تقام هذا العام على شرف معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص.. فهو راعي الحفل هذا العام.
** ولكن.. دعوني أتحدث عن هذه الجائزة..
** الأولى.. إنها مبادرة من رجال أعمال صادقين مخلصين.. اتجهوا للاستثمار داخل بلدانهم.. استثمروا في كل شيء.. ومنها.. صناعة الإنسان والاهتمام بالإنسان السعودي.. والاهتمام بالنشء.. واستثمار الطاقات والإبداعات والمواهب وشحذها وتشجيعها وتشجيع المتفوقين المبدعين من أبنائنا وبناتنا.. وإشعارهم بأنهم متفوقون يستحقون التكريم.. مما يدعوهم لبذل المزيد.. كما يشعرون أن المجتمع حولهم.. يشعر ويدرك تفوقهم ويبادر إلى تكريمهم.. ولا شك.. أن احتضان المتفوقين المبدعين ومنحهم ما يستحقون من رعاية.. ينعكس على المجتمع كله.. حيث إن البلد.. لا ينهض به عادة.. إلا العقول.. ولا يقوده.. إلا العباقرة، ولا يصنع النجاح والإبداع.. إلا المبدعون.. أما الكسالى والبسطاء فهم عبء.
** فرجال الأعمال الصادقون المخلصون.. اتجهوا.. إلى الاستثمار داخل الوطن في كل ميدان.. ومنه الاستثمار البشري.. فالشيخ إبراهيم السلطان وعدد من رجال الأعمال المخلصين الأوفياء الصادقين.. ضخوا بالكثير من أموالهم في بلدانهم.. اتجهوا إلى العطاء والإنفاق والبذل داخل بلدانهم.. بدلاً من أولئك الذين شرقوا وغربوا بأموالهم.. وضخوا الكثير منها.. في مواقع وأماكن لا تليق أو على الأقل.. لم تستفد منهم بلدانهم بشيء.
** النقطة الثانية في هذه الجائزة.. هي احتضانها أيضاً لمسار آخر.. وهو تكريم شخصية وطنية قدّمت للوطن.. الشيء الكثير.. واستحقت معه.. التكريم من أبناء هذه المدينة.. مدينة الكرم (تمير).
** فجائزة الشيخ السلطان.. تكرم هذا العام واحداً من أولئك الأعلام المخلصين لبلدهم.. الذين خدموا في مجال التعليم الخاص.. ولم تثنهم مشكلة فقد البصر عن العمل والعطاء والإبداع في ميدان مهم.. إنه الشيخ عبدالله بن محمد الغانم.
** هذا الرجل العصامي.. كان بدايته تدريس (15) كفيفاً القراءة والكتابة بطريقة برايل في مدة لم تتجاوز ثلاثة أشهر أثناء الإجازة الصيفية.
** تولى إدارة أول معهد رسمي لتعليم المكفوفين وهو معهد النور عام 1380هـ.
** أول مدير عام لإدارة التعليم الخاص بوزارة المعارف، ثم مديراً عاماً للمديرية العامة لبرامج التعليم الخاص.
** انتخب رئيساً للجنة الشرق الأوسط للجمعية العمومية للمجلس العالمي لرعاية المكفوفين.
** انتخب رئيساً للاتحاد العالمي للمكفوفين عام 1404م.. وهو أول كفيف عربي يمثل حكومة خادم الحرمين الشريفين في الأمم المتحدة لمدة عشر سنوات.
** فالشيخ الغانم.. شخصية تستحق بالفعل التكريم.. فهو إنسان عصامي ناجح.. ترك تجربة ثرية تستحق مراجعتها والاستفادة منها للأجيال القادمة.
** النقطة الأخيرة.. أن هذه الجوائز العلمية التي تقام في مدننا كل عام.. هي تقليد جديد أو تقليد حادث انتشر في كل مناطق ومحافظات المملكة بشكل واسع.. اضطلع به رجال أعمال مخلصون لبلدهم.. هاجسهم العطاء داخل البلد.. والإنفاق في ميادين وطنية.. ودافعهم.. هو تسخير ثرواتهم في مشروعات وطنية تخدم الوطن والمواطن.
** نحن هنا.. لا نملك.. إلا أن نشكر هؤلاء واحداً واحداً.. ومنهم مضيفنا يوم غد الخميس الشيخ إبراهيم السلطان.. الذي لم تكن لمساته في مدينته (تمير) مقتصرة على هذا المجال.. بل شملت مجالات ومشروعات وعطاءات أخرى ليس هذا مجال الحديث عنها الآن.
** حقيقة.. لا نملك.. إلا أن نشكر هؤلاء الرجال الذين ظل الهاجس الوطني هو الهاجس الأهم في حياتهم.. وظلت خدمة وطنهم تحتل المقام الأول.. وظل هذا الجانب يشكل الأولوية في كل حساباتهم.
** يجب أن نقول للمحسن أحسنت.. ونقول للمقصر من رجال الأعمال قصّرت وتجاهلت وطنك.. الذي منحك كل هذه الثروة.
** شكراً للشيخ إبراهيم السلطان.. ولكل رجال الوطن المخلصين.