تفاعل كثيرون مع ما كتبته تحت عنوان (محرم المرأة والإنترنت) والذي تحدثت فيه عن ابتزاز النساء إلكترونياً..
وإذا كن ضحايا ومستضعفات وسهلات القياد وغير متحرزات عن اقتحام الشبهات، فإنه لن يحميهن حتى وجود المحرم بمعيتهن في كل خطوة ونفس يتنفسنه، إذ المعول في صلاح المرأة وفضيلتها هو إحساسها بأنها مسؤولة ومستقلة ومعتزة بدينها وبقيمتها كامرأة فاضلة باختيارها هي لا بالمزاليج التي تغلق عليها.
** فوجئت بأن أشرار الإنترنت أولئك الذين تصفهم لغة الأخبار ب(المبتزون) يردون ويناقشون ما قالته رسائل الشباب الغاضبة التي تدور حول معانٍ اختصرتها بالآتي:
(حين تقرر الفتاة التي اقتحمت حياة شاب عدة أعوام تحدثه ليل صباح، وترسل له (المسجات) وهو في جامعته أو سيارته أو حتى وهو مع اخواته في السوق، حين تبعث له صورها ورقمها وعنوان منزلها.. وتصبح حياته كلها تدور حول هذه الفتاة التي أعطته وجودها وتعلق بها حتى صارت أمراً لا فكاك منه.
ثم فجأة لأنها ستخطب أو لأنها وجدت (لاهياً) آخر تقرر أن تنسحب.. أن تترك كل هذا خلف ظهرها! مع أن الشاب طوال تلك السنوات كان مثالاً للأدب والتهذيب والتعامل الراقي حتى أنه يتصل فيها فجراً لتصلي.
ويرسل لها رسالة أدعية قبل أن تدخل قاعة الامتحان، ولم يفكر بأي لحظة أن يؤذيها أو يراها أو يخرج معها أو غيره..
كان مكتفياً بما تسمح به هي.. وفجأة ومثل ثوب قديم متسخ تقرر أن ترميه في أقرب حاوية!!
هل يلوم أحد هذا الشاب حين ينقلب إلى ذئب يبتز وينتصر لكرامته..
هو لم يبتز بنات جيرانه ولم يبتز صديقات أخواته إنه يبتز تلك الفتاة (اللعوب) التي تفرط ثم تطلب الحماية!
** ثمة رسائل متطرفة تعتبر أي مشاركة للمرأة في الحياة العامة سواء كتابة أو غيرها إنما هو مناقض لعفة المرأة واكتنانها الذي وجه به الدين ولن أناقش هؤلاء.. فرأيهم مردود عليه واقعياً بأسماء نساء فاعلات ومشاركات اجتماعياً وثقافياً وهن نموذج للمرأة المسؤولة.. سواء كن منقبات أو محجبات.
** يعنيني ما قاله الشباب.. وهو أن مبدأ (الستر) الذي تعالج فيه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قضايا النساء ساهم في تقوية شوكتهن وأصبحن يتمادين في غيهن وإيقاعهن بالرجال والشباب وحين (يزهقن) يتصلن بأقرب مركز هيئة لتقول الحقوني وهي تعرف أن الهيئة لن تبلغ ولي أمرها وستتبع مبدأ الستر.. وهذا يحرض الأخريات على التمادي.
** السؤال .. هل أهلية المرأة ناقصة عن تحمل الإثم الذي ترتكبه أو تكون شريكة فيه.
** إن الخطاب الذي تتكرر فيه مفردات ضحية، فريسة.. قد ساهم في خلق غطاء حماية لممارسات المرأة الخاطئة فهي التي تفرط وتضع نفسها في مواقع الشبهات ثم تلوذ بالفرار حين تتطور الأمور.. هل يوجد امرأة عاقلة تؤمن بمثالية هذه العلاقات الإلكترونية أو الهاتفية.. أم أنها تدخل منطقة المحظور وهي تضع في حسبانها أنها ستجد من (يستر) عليها حين تقرر هي الانسحاب..
** دعونا نتدارس الأمر جيداً فشبابنا ذكوراً وإناثاً أمامهم فجوات عظيمة ممكن أن توقعهم في الخطأ ما لم نكن نحن بعد الله - معهم - لا عليهم!!
fatemh2007hotmail.com